بين البقاء والرحيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحياة قد تتعرف على أناس كثر، تتفاوت مستوياتهم ودرجاتهم بين شخص وآخر، فهناك من أبدع في التعامل، وأثبتت المواقف أنه مميز..

وسيكون لك عوناً في أسوأ الظروف، وأكثرها شدة، وهناك من خيّب الظن، ولم يضع لك الأعذار في محنتك، بل تخلى عنك لأسباب واهية وغير منطقية، السؤال المهم: هل بإمكانك معرفة الفرق بين أصحاب القدر العالي الذين لهم مواقف تذكر وأصحاب القدر المتدني الذين أعطيتهم أكثر مما يستحقون فظلمت نفسك؟

«إذا وضعت أحداً فوق قدره فتوقع منه أن يضعك دون قدرك».

يقول أحدهم: إنه في يوم من الأيام جاءه أحد الأشخاص، ولم تكن علاقته معه قوية، ولا حتى تجمعهم صداقة وعشرة، ولكنه كان يراه فقط شخصاً لطيفاً وراقياً لا أكثر، المهم أن هذا الرجل طلب منه المساعدة المالية، التي لم تكن قابلة للاسترداد، هي مجرد مساعدة كما أخبره، ولقد تفاجأ الرجل من هذا الطلب، لأنه بالفعل لم يكن يمتلك المبلغ في ذاك الوقت.

لذا اعتذر منه، ووعده أن يساعده من خلال بعض الأشخاص، ونجح في ذلك، ولكن بعد يومين يفقد الشخص التواصل مع ذلك الرجل اللطيف، لأنه باختصار قام بحظره، وحذفه من جميع البرامج، التي كان يتواصل من خلالها معه. فعلاً، الشخص الذي ينوي الرحيل ومغادرة حياتك سيصنع من ثقب الباب مخرجاً له، وسيلغي ويتجاهل جميع حسناتك ومواقفك النبيلة، ويتمسك بالموقف السيئ في نظره ليرحل.

اليوم كم شخصاً سيبتعد عنك بمجرد خسارتك للصحة أو المال أو بسبب سقوط جسر مجدك؟ هل تظن أنه بعد هذا السقوط ستجد المخلصين، الذين وعدوك بالبقاء أم أنك ستقع في الهاوية تصارع الألم وحيداً. حاول دائماً أن تميز معدن الأشخاص جيداً، لا ترفع من قدر من لا يستحق أكثر من اللازم، ولا تنزل من قدر من يستحق الأفضل.

Email