القراءة ثراء بالمعرفة

تعد القراءة مفتاحاً لكل المغاليق الفكرية والتنويرية، وعنصراً أساسياً من أسرار التشكيل المجتمعي الجيد، فللقراءة دور مهم في التكوين الإنساني، فبها نبني وبها نصنع وبها نحيا ونعيش. القراءة حوار مع الأفكار والآراء والتصورات والأخيلة، والتقاء مع أصحابها على صفحات الكتب. القراءة ثراء بالمعرفة والفكر واللغة والخلق والأدب والذوق والمشاعر والجمال.

ويشهد العالم لدولة الإمارات العربية المتحدة، بفرادتها في تعزيز الثقافة محلياً وعربياً وعملياً، حيث انتهجت نهجاً مختلفاً لتقديم صورة كبرى لأهمية القراءة في حياة الإنسان، والتي بها يغذي وينمي عقله، وبها تتقدم الأمم والشعوب.

يجب على الإنسان أن يعود نفسه على القراءة، وأن يخصص لها يومياً ساعات محددة، ويحرص ألا تقل مدة القراءة عن ساعتين يومياً، ومن هذا المنطلق، خصص شهر مارس من كل عام، كشهر للقراءة، في الوقت الذي يخصص العالم فيه يوماً واحداً فقط لمناسبات مهمة في حياتنا.

محبو القراءة يعانون أحياناً من الملل والضجر أثناء قراءة كتاب، أو حتى مقال، ويعود ذلك لأسباب عديدة، ترتبط بشخصية كل قارئ، وكذا إلى المحيط الذي يعيش فيه، أو المكان الذي يمارس فيه رياضة القراءة.

لذلك لا تقرأ وأنت متعب أو مشغول الفكر، فمن الأشياء البديهية التي تجعلك تشعر بالملل سرعان بدايتك في قراءة كتاب، فالتعب يعني أنك غير قادر على إنتاج طاقة أكثر، والقراءة تحتاج إلى طاقة كافية من الدماغ للتركيز واستيعاب المعلومات، لذا، إذا كنت تشعر بالتعب، فحاول تأجيل هذا الوقت إلى يوم آخر، تكون فيه أقل تعباً. لا تقلق، فالكتاب لن يهرب.

ومن ناحية أخرى، لا تتبع الموضة، لا تقرأ كتاباً لأنه صار فجأة مشهوراً، أو أن شخصية مشهورة قرأت هذا الكتاب، فأنت لك شخصيتك، وتعلم الكتب التي تفضلها وتنجذب لها. تحدث عما تقرأ، إذا كان أصدقاؤك من محبي القراءة، حاول التحدث معهم عن الكتاب الذي تقرأه. وتذكّر جيداً أنه من المهم نوعية ما نقرأ، لا الكم الهائل والتنافس في عدد ما نقرأ. الأمم التي تقرأ، هي الأقدر على بناء مستقبل قويّ، عماده المعرفة والإبداع، والابتكار.

الأكثر مشاركة