المعلمون هم الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

التعليم المهنة الأكثر معنى وتخليداً في تاريخ البشرية، لأنها تتعامل بشكل أساسي مع العقل الإنساني، الذي يعد أشرف وأكبر نعم الله سبحانه وتعالى. ومهنة المعلم تقودنا إلى هدفنا الأسمى. صحيح أن هناك العديد من المهن في المجتمع، ولكن مهنة التعليم تعد من أكثر المهن مكانة وأهمية، فمن دون المعلم لا يمكن وضع أسس متينة لتعليم المجتمع.المعلمون هم المرشدون في رحلة المعرفة طوال حياة الطلاب، هم الأشخاص ذوو الخبرة فهم لا يقدمون المعلومات فحسب، وإنما هم الذين يساعدون طلابهم على الوصول إلى الطريق الصحيح أيضاً، وهم قادة السفر وأصحاب المسؤولية الأكبر والأصعب، على أتم الاستعداد لأي تضحيات على هذا الطريق ويتحملون صعوباته. هم يتعلمون ويعلمون كل ما ينفع الناس، حتى إنهم أصحاب الفضل الأول في إقامة الحضارات الحديثة وفي استئصال جذر الجهالة، يضيئون من حولهم بمعرفتهم فهم أمل كل وطن حر كما قال الشاعر: لولا المعلم ما قرأت كتاباً يوماً ولا كتب الحروف يراعى، فبفضله جزت الفضاء محلقاً وبعلمه شق الظلام شعاعي. التعليم موجود منذ بداية الخلق، فلا يمكن لإنسان أن يعرف طريقه من دون أن يتعلم.

تجارب المعلمين إثراء لحياتنا، فمثلاً من منا لم يتعرف إلى عشرات المعلمين والمعلمات في حياته التعليمية، وكل معلم منهم أعطى تلميذه درساً مختلفاً من تجارب الحياة، وبدأ الطلاب يشكلون قناعاتهم ووجهات نظرهم بناء على هذه الدروس فالمعلمون يتحملون وظيفة تربية الأفراد في المجتمع كي يفكروا تفكيراً سليماً، وإعلاءً للمصلحة العامة فيتم تطوير البلدان المتقدمة فقط من قبل الأفراد المتعلمين، والمعلمون هم الذين يحققون هذا الاستثمار الأكثر دقة والأكثر ربحاً في الحياة في كل عصر. حينما تتربى البشرية على الأسس الراسخة يكون وجود الحياة آمناً وسعيداً وجميلاً، وهذا يكون بوجود المعلمين الأكفاء.. فالمعلمون هم الحياة.

Email