القيم الأخلاقية الرقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا يختلف اثنان على أن الطفرة التكنولوجية التي نعيش أيامها الآن، لم يشهدها أي من الأجيال السابقة، وأن التطور التقني الكبير والسريع والمتنوع الذي يمر علينا حالياً أصاب كل صغيرة وكبيرة في حياتنا. ومثلما لدينا قيم أخلاقية ومبادئ توجّه سلوكنا في الحياة الواقعية، فإن سلوكنا في العالم الرقمي يحتاج إلى قيم ومبادئ توجّهه.

تتكون القيم الأخلاقية الرقمية من مجموعة من المبادئ والقيم التي تحكم السلوك المقبول في العالم الرقمي، في حين تميل الثقافات المختلفة إلى اعتناق مجموعات مختلفة من القيم، ونظراً لأن العالم الرقمي تسوده العولمة بشكلٍ متزايد، فإن هناك مجموعة من القيم الأخلاقية العالمية الضرورية للحفاظ على بيئة رقمية إيجابية ومنتجة، مثل احترام الذات واحترام الآخرين والنزاهة والصدق والتعاطف واللطف والتسامح وقبول الثقافات المختلفة، وغيرها تقع على عاتق كل مواطن رقمي مسؤولية مستقلة للتحلي بالقيم الأخلاقية وتبنيها والتصرف وفقاً لها في العالم الرقمي والحقيقي.

مثلما توجد قيم أخلاقية عالمية تحكم السلوك الأخلاقي المقبول في «حياتنا الحقيقية»، فإن القيم الأخلاقية الرقمية تحكم السلوك الأخلاقي المقبول في العالم الرقمي، وتعد القيم الأخلاقية الرقمية جزءًا لا يتجزأ من كوننا متعاملين رقمين إيجابيين يساهمون في بيئة اجتماعية إيجابية على الإنترنت.

باختصار، يمكن تلخيص القيم الأخلاقية الرقمية بهذه القاعدة الذهبية النهائية (دعونا نتعامل مع الآخرين بالطريقة التي نحب أن نُعامَل بها).

الإنترنت والابتكارات الرقمية الجديدة توفر عالماً جديداً رائعاً يمكن أن يساعد الأبناء على التطوّر والتعلّم والتفاعل مع الآخرين، ولكن هذا العالم لا يخلو من المخاطر الحقيقية. تذكروا أن أبناءنا اليوم هم شباب المستقبل، لذلك، علينا أن نمنحهم فسحة لارتكاب الأخطاء. نقدر بالتأكيد رغبتكم في حماية أبنائكم في كل خطوة، إلا أن فرط الرغبة في حماية الأبناء والسيطرة على كل صغيرة وكبيرة تخص عالمهم يشعرهم بانعدام الثقة مما يتسبب في نتائج عكسية. تكمن مهمتكم في خلق مساحة آمنة لأبنائكم، وليس إلزامهم بحزام خانق. تذكروا دائمًا أن نتواصل معهم ونشرح لهم كيف ولماذا نحاول الحفاظ على سلامتهم، وأن تقفوا إلى جوارهم دائمًا في حال وقوع أي مشكلة.

Email