المعلم وجودة التعليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كنا نتفق على قيمة وأهمية التعلم في الحياة، فإننا نتفق أيضاً على مكانة وفضل المعلم الذي يعد العمود الفقري للتعلم.

المعلم صانع الأجيال وصاحب الفضل الأعظم في حياتنا، يرجع الفضل له في كل حرف تعلمناه، وندين له بكل نجاح وصلنا إليه، هو باني العقول وهو أكبر مؤثر فيها، هو أكبر مؤثر في المجتمع، لأنّه يسد الفجوة بين العالم والجاهل، وواجبنا تجاهه يتمثل في احترامه وتقديره، له احترام كاحترام الأهل، ولهذا من واجب الآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم على ضرورة احترام معلميهم.

وتعد مهنة المعلم من المهن السامية والعظيمة، فالمعلم يقدم لطلابه أهم ما يمكن أن يحصلوا عليه في حياتهم، ألا وهو العلم، فيعلمهم العلم النافع الذي ينفعهم في دينهم ودنياهم، ولا يقتصر دور المعلم على الجانب التعليمي، وإنما أيضاً يقوم المعلم بتربية الطلاب على القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، ويكسبهم ثقافة حب الوطن والفداء والتضحية من أجله، ويعلمهم معنى العزة والكرامة، ويغرس في قلوبهم مبادئ الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص، فالمعلم يبني جيلاً متكاملاً قادراً على صنع وطن أفضل وأجمل. مهنة التعليم جليلة فهي الأساس لظهور جميع المهن وهي الأساس لأن يكون للدول كيان واستقرار ونمو في مجال العلم والمعرفة والثقافة وحتى التربية.

وجودة التعليم من أسرار نهضة الأمم وتقدمها، ولا شك في أن حملاً كبيراً يقع على عاتق المعلم الذي يباشر عملية التعليم، ويترجم الخطط التعليمية بشكل عملي، فبمقدار جودة عطائه يزداد الطلاب تألقاً وتفوقاً، وترتقي العملية التعليمية، وخاصة مع المتغيرات الحديثة التي تقتضي من المعلم مواكبتها، لينتج التعليم ثماره المرجوة، ويمتزج بعصر المعرفة والثورات التكنولوجية، ويصبح جزءاً فاعلاً في الحياة والاقتصاد. من منا لا يوجد في حياته المعلم الذي دفعه للأمام وحفزه على مواصلة طريقه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.

Email