من أكبر النعم التي من بھا الله سبحانه على عباده، نعمة الأمن إذ ربطه بالأسرة وجعل كلاھما مكملاً للآخر، إذ من مقاصد بناء الأسرة في الإسلام تحقیق السكون النفسي والطمأنینة مصداقاً لقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وعلى ھذا الأساس تكون الأسرة مطالبة بتحقیقه لما في ذلك من أھمیة في استمراریتھا باعتبارھا أول نواة في تأسیسه.

فالأمن الأسري أن تكون الأسرة وحدة متماسكة تتمتع بجو من الطمأنینة والھدوء والسكون النفسي، وھذه إحدى أھم المسؤولیات التي تقع على الأسرة في ظل التحدیات الحدیثة التي تواجھھا.

وباعتبار ذلك أصبح «الأمن» مستھدفاً، وأضحت الأسرة في سباق مع المخاطر تحاول تجاوزھا كي لا تعصف بھا وتھدمھا.

ویرتبط أمن الأسرة بحالة المجتمع، فمتى كان المجتمع آمناً كانت الأسرة كذلك، فالأمن یوازي الحیاة، إذ ھو مرتبط بالوجود وغیابـه مقترن بالعدم، فھو حاجـة أساسیـة للأفراد وضرورة من ضروریات بناء المجتمع، وتكاد الدراسات النفسیـة تجمع على أن الأمن یحتـل المرتبـة الثانیـة في الاحتیاجـات الإنسانیة بعد الغذاء، إذ به یشعر الفرد بالراحة والانسجام مع من حوله، وبدونه یتحول إلى عدو لنفسه قبل أن یكون عدواً لأسرته ولمجتمعه وعلى اعتبار أن الفرد مرتبط بأسرته، فإن ھذه الأخیرة تكون المسؤول في المقام الأول عن سلامته من ھذا الاضطراب، ویقع على عاتقھا مھمة توفیر الأمن لجمیع أفرادھا، ولتنجح في ھذه المھمة التي أقل ما یقال عنھا أنھا صعبة یجب أن تكون متماسكة، وأن تمتلك المقومات اللازمة لتتخطى بھا كل المعوقات التي قد تعترضھا في ھذا الباب، لتصبح عضواً فعالاً في المجتمع، خاصة وأنھا جزء منه وأمنه مرتبط بأمنھا،ویعد مقوم من مقومات حیاة الأسرة.

وفي ظل الأمن الأسري یمكن للأفراد أن یمارسوا حقوقھم وأن یكونوا عناصر فعالة في المجتمع. فعلى الأسرة أن تقوم بدورھا الأمني أكثر من أي وقت مضى بسبب التغیرات الاقتصادية والاجتماعية.