99 اسماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسماء الله الحسنى لا حصر لأسرارها، ومعرفتها وصفاتها العظمى من معالم الدين التي ينبغي للمسلم أن يتعرف إليها، فهي تغرس في قلب الإنسان الإيمان العميق، والإخلاص التام في العبادة لله الواحد القهار، وهي تبعث الخشوع في النفس، والسلامة في العقل، والطهارة في القلب، والنقاء في الوجدان، وتحرك الإنسان نحو كل خير، وإبعاده عن كل شر وإثم، وتفتح أمام روحه آفاقاً فسيحة من الأعمال الصالحة، والأقوال الطيبة.

يكون التقرب إلى الله تعالى وعبادته بأسمائه من خلال الدعاء والتوسل إليه بها، فالدعاء بها يكون أقرب إلى الإجابة من الدعاء من دونها، وقد أمر الله تعالى عباده بأن يدعوه بها، فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا).

لله تسعة وتسعون اسماً، إلا أن هناك الكثير من الأشخاص لا يعرفون ما هي أسماء الله الحسنى ومعانيها، حيث يوجد لكل اسم معنى مختلف عن الاسم الآخر، كما أن لكل اسم موضع استخدام مختلفاً أيضاً. وهذه الأسماء تؤثر على حياة الفرد وسلوكياته الشخصية وعلى المجتمع المسلم، ويعد الإيمان بها من أعظم أسباب دخول الجنة، فمن عرفها حق المعرفة ودرسها وحفظها وآمن بها ودعا بها نال رضا الله عز وجل وفاز بالجنة، فعن أبي هريرة ــ رضي اللَّه عنه ــ قال: قال رسول اللَّه ــ صلى الله عليه وسلمــ: «للهِ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةً إلا واحدًا، لا يحفَظها أحد إلا دخل الجنة وإن الله وتر يحب الوتر»، وفي رواية أُخرى: «من أحصاها دخل الجنة».

أحد أركان الإيمان، بل أفضلها وأصلها الإيمان بالله، وليس الإيمان مجرد القول: آمنت بالله من غير معرفته بربه، بل حقيقة الإيمان أن يعرف الذي يؤمن به ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين، وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه، ازداد إيمانه، وكلما نقص نقص، وأقرب طريق يوصله إلى ذلك تدبر صفاته وأسمائه سبحانه وتعالى.

إن التزامنا بأسماء الله سبحانه وتعالى فيه صلاح لمعاشنا ومعادنا على حدٍ سواء، وماذا نريد أكثر من أن نحصل على الحسنات والبركات في الدنيا والآخرة.

Email