وتبقى الذكريات

رائحة الذكرى تلتصق دائماً بكل الأشياء، بكل الأماكن، بكل الأشخاص، خلف الأبواب العتيقة ذكريات جميلة، مهما حاولنا النسيان، إلا أن الذكريات تبقى محفورةً داخلنا، تأخذنا لعالم جميل نتذكر فيه أجمل اللحظات حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص، فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو نمرّ بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمة، ولكن عند الابتعاد نشعر بقيمتها، فنعيش بذكريات وأمل أن تعود من جديد.

ذهب ولن يعود، ذهب زمن الطيبين وبقيت أحلى ذكرياته في خواطرنا تدغدغ مشاعرنا، تضحكنا حيناً وتعصر قلوبنا حيناً آخر، يا أيام زمان مررت بسرعة كالبرق.

ذكريات من أبواب الماضي تتوق نفسي للقياها، لكن العمر لا يعود، فالقطار تعوّد على السرعة، وما ذكرياتي إلا حكمة أنقش حروفها على كل بسمة تزور حياتي ولو لصدفة، وتبقى الذكريات كما هي دوماً جميلة.

الحنين إلى الماضي هو رحلة تعتلي صهوة الذاكرة للعودة إلى ذكريات وعواطف مرت بحياتنا سابقاً عن أشخاص مقربين أو أحبة أو أماكن قمنا بزيارتها. بعضها مؤلم يدفعنا للبكاء، وبعضها الآخر يثير الفرح في نفوسنا لتكرر ابتسامة السعادة ذاتها وترسم من جديد على وجوهنا. ويبقى شيء من عبق الماضي عالق بنا رغم الزمن، شيء تعجز يد النسيان عن أن تطاله.

زمن الطيبين أو أيام زمان أقولها بكل حسرة وألم، ولكني أعلم بأنها أصبحت ذكرى في القلوب، أتذكرها فأبكي وأضحك، وتختلط المشاعر بداخلي فرحةً على كل ما مررت به، ووجود ذكريات من زمان وحزينة لمرورها سريعاً من بين يدي، ولكنني سعيدة لأنني عشت هذه اللحظات بحلوها ومرها، حمداً لله على وجود ذكرى لدي من الزمن الجميل، ومهما كانت الذكرى فهي أروع وأجمل ذكرى لأجمل أيام في حياتي.

الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان، الثقافة هي ما نتذكره بعد نسيان كل شيء. مشكلتي الحقيقية ليست النسيان، مشكلتي كثرة الذكريات.