التعليم عن بعد تم إعداده لإنجاز العملية التعليمية عن بعد عن طريق وسائل الاتصال الإلكترونية، ويتميز بقدرته على خلق فرص للتعليم في الحالات التي يصعب بها تنفيذ التعليم التقليدي، ويسهل عملية التعلم للطلاب والموظفين الذين يواجهون مشكلات المسافات، والاضطراب في جدول المواعيد لأنه أكثر مرونة من ناحية الوقت ويمكن الحصول عليه في أي مكان عبر أنحاء العالم.
ويهدف التعليم عن بعد إلى إتاحة فرص تعليمية لمن فاتتهم فرص التعليم لأسباب عديدة، ولذلك فإن غايته الأساسية هي مساعدة الذين لديهم الطموح على تنمية أنفسهم وتثقيفها وتحسين المستوى التعليمي والاجتماعي والمهني، حيث يعجز التعليم التقليدي عن تحقيق ذلك، وإيجاد الظروف التعليمية الملائمة والتي تناسب حاجات الدارسين للاستمرار في التعلم. فالتعلم عن بعد يتصف بالمرونة والقدرة على التكيف مع كافة الظروف التعليمية.
ويحقق مفهوماً جديداً للتربية يتلاءم مع الانفجار المعرفي والثورة العلمية والتكنولوجية التي يعيشها العصر الحاضر ويتمثل هذا المفهوم في تأهيل الأفراد ذوي الكفاءة عن طريق التعليم المستمر والتعلم الذاتي في أي وقت وفي أي مكان، من دون الالتزام بأن يتم التعليم داخل قاعات المحاضرات. وفتح مجالات لبعض التخصصات المستحدثة التي يحتاجها المجتمع.
من فوائده المساعدة على مواجهة تحديات المدارس في زيادة نسبة غياب الطلاب والتسرب الدراسي. ويساهم في تقليل الهدر من الموارد ويوفر نظام متابعة دقيقة لمستوى تقدم الطلبة. وينمي مهارات الطلاب في التعلم للمستقل والتعلم الذاتي ويكسبهم مهارات شخصية. وينمي مهارات التواصل ويسهل عملية التواصل مع جميع المعنيين بتعلم الطلاب ويخلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع في العالم ويستشرف المستقبل في حقبة العصر الرقمي من أجل التصدي للأزمات بالذكاء الرقمي ويعطي الفائدة للطلاب في جرعة مفيدة وممتعة وسريعة وسهلة الاستيعاب ويساعد على اكتشاف البراعة الرقمية للطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة كما يضمن إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
أما عيوبه بطبيعة الحال فهناك مجموعة من الجوانب السلبية، ومنها الافتقار إلى الكوادر البشرية المؤهلة التي تقوم على تصميم وإنتاج المواد التعليمية والإشراف على سير العملية التعليمية بالشكل السليم. ولن ينال الطلاب فرصة التواصل الجيد مع الأساتذة للإجابة عن استفساراتهم وأسئلتهم حول ما يدرسونه بشكل أوضح وأكثر استفاضة كما تتطلب الدراسة رقابة ذاتية والتزاماً كبيراً نابعاً من الطالب حتى يستطيع إنجاز مهامه الدراسية وتكليفاته من دون جدول دراسي زمني محدد. أيضاً قلة التواصل مع زملاء الدراسة والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. ويتطلب هذا النوع من الدراسة أن يكون الطالب على دراية كافية باستخدام التكنولوجيا للتأكد من الاستفادة الكاملة بالمادة الدراسية، فضلاً عن ذلك نظرة المجتمع السلبية لهذه الطريقة في التعليم ما يؤدي إلى إحجام البعض عنها.