ازدواجية الأدوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما كانت الطفلة متوجهة إلى غرفة والديها، بدأت تسمع شجارهما غير المعتاد، وأخذ الصراخ يعلو، فتُصاب بحالة من الهلع، ويشغلها التفكير مترددة عن إمكانية دخولها للغرفة، خالجها الخوف، ولكنها آثرت المضي حتى وصلت إلى باب الغرفة، وطرقت الباب قائلة «هل بإمكاني الدخول؟». كان الصمت سيد الموقف، ولكن بعد دقائق تخرج الأم لتخبرها «يا غاليتي علينا الخروج من هذا المنزل».تحديات نفسية وتربوية كبيرة تواجه بعض الأسر أحادية الوالد؛ بسبب غياب شريك الحياة وزيادة حمل الأدوار، فهنا يتضاعف دور أحد الوالدين في تربية الأبناء بسبب الطلاق.

صدمة الطلاق تعتبر حدثاً صعباً جداً على الأبناء مهما كان عمرهم، لأنها تجعلهم عُرضة للكثير من المشاعر السلبية كالغضب والحزن والشعور بالذنب. ويختلف تأثير الطلاق من أسرة لأخرى، ومن طفل لآخر، فأحياناً يكون طلاق الوالدين نجاة من الخلافات المستمرة، وأحياناً يتسبب في شرخ عميق في كيان الأسرة واضطرابات عاطفية بالأخص لدى الأبناء.

بعد الطلاق يجد أحد الأطراف أنه الأم والأب في آنٍ واحدٍ، وهو ليس بالأمر الهين، ولكن عليهم ألا يشعروا الأبناء أن الطرف الآخر شخص سيئ، ومن المهم ألا يتحدثوا عنه بسلبية. كما يجب إشباع الجانب العاطفي لدى الأبناء من خلال المدح وإشعارهم بالأهمية، ويجب أن يوفي الحاضن بالوعود حتى يشعُر الطفل بأنه جدير بالثقة، فيشعر بالرضا والاستقرار الداخلي. ولا بد من عدم حرمان الطفل من والده أو والدته بعد الطلاق، والابتعاد كل البعد عن مسألة تصفية الحسابات بين الوالدين.

في الواقع، ازدواجية الأدوار لأحد الوالدين قد تبدو بالفعل صعبة، ولكن مع مرور الوقت ستتبدد الصعوبات، وتتلاشى مشاعر حزن الأبناء، ولكن ليتحقق ذلك لا بد من احتواء الأبناء وإغراقهم بالحب والحنان اللذين سيقربان القلوب بالرغم من التباعد.

Email