السلبية داء الوهم

من ينظر إلى إنجازات حققتها الإمارات خلال فترة وجيزة ويرَ إدارتها للأزمة، يعلم بأن هناك غداً يحمل في طياته الأمل والنجاح والتقدم إلى الأمام بخطوات متسارعة.

قادتني تلك المقدمة إلى الحديث عن شخص لا يصب اهتمامه في ورقة الإرشادات للأدوية إلا بالمؤثرات السلبية فيها فيوهم نفسه بأنه أصيب بها، مع العلم بأن الدواء فيه من الإيجابية والشفاء الكبير، تلك حياته وهو من اختار أن يصاب بمرض الوهم السلبي الذي أصفه بأنه اضطراب بين عقله وواقعه، فلو نظر إلى الواقع سيرى أنه إيجابي، وفيه من الخير الكثير، بل فيه حياة مليئة بالإنجازات والقوة، إلا أنه قد أغلق عينه ولا يرى إلا ما يوهم نفسه به.

دولتنا الغالية تنظر في استراتيجياتها إلى المئوية، وترسم طريق المستقبل، وأناس معنا ما زالوا يفكرون في محيطهم السلبي الذي لا يتعدى سنتيمترات أمامهم، شاهدنا دولاً تنهار منظومتها الصحية بسبب جائحة كورونا، وفي المقابل نرى أن دولتنا منظومتها الصحية قوية ونسبة الشفاء فيها متزايدة، وفي الوقت الذي نرى فيه اقتصاداً عالمياً ينهار، نشاهد، بحسب تقارير دولية، أن اقتصاد الإمارات الأقوى إقليمياً في مواجهة الجائحة.

وفي ظل هذه الأزمة، نرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يوجه بتخصيص قروض وأراضٍ سكنية للمواطنين بدبي بقيمة 5.6 مليارات درهم، ويعلن عن اختتام حملة «10 مليون وجبة» التي حققت 15.3 مليون وجبة للفقراء والمحتاجين، وبعد إنجازاتنا في الفضاء سيضاف إليها الإعلان عن رائديْ فضاء إماراتييْن من إجمالي 4300 متقدم، ألا تشير تلك الدلائل إلى نجاح وقوة عالية في التخطيط لمستقبل باهر يشارك فيه من ضربوا أروع الأمثلة في التلاحم والتعايش والمسؤولية مواطنين ومقيمين، نرفع اسم الإمارات عالياً بإيجابيتنا.

وأخيراً فالمثل الإماراتي يقول: «الحي يحييك، والميت‏ يزيدك غبن».

معنى هذا المثل أن الشخص الفطين الذكي يريحك ويزيل همك وكأنه يعيد‏ الحياة لك، أما الشخص الكسول الأحمق فيزيدك تعباً وهماً.

الأكثر مشاركة