الجدار الصلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أهم ما ورد في البيان المشترك الذي صدر عن وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، هو ما لم ينص عليه باعتباره من باب المعلوم بالضرورة ألا وهو متانة هذا الجدار الصلب الذي تتشكل منه العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، بقيادتيهما وحكومتيهما وشعبيهما.

اللافت أن البيان جاء في وقت كانت فيه عدة لجان وزارية ضمن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي المشترك تبدأ أعمالها خدمة لمصالح البلدين ومشروعهما الواحد للبناء والتطور والنمو والمستقبل، فمثّل البيانان، المكتوب والعملي، صفعة قوية لكل الواهمين بإمكانية إحداث شرخ في هذا الجدار الصلب.

ومثلما جدد البيان المشترك التأكيد على المواقف الموحدة للبلدين الحليفين فيما يتصل بالأوضاع في الجمهورية اليمنية الشقيقة، محور أعمال تحالف دعم الشرعية، بدا جلياً حرص البيان على التذكير بـ «استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية بمشاركة دول التحالف التي نهضت لنصرة الشعب اليمني»، ما يعطي دفعة جديدة للتحالف العربي لدعم الشرعية وصولاً لهدفه الأسمى المتمثل في دحر العدوان الإيراني وانقلابه الحوثي واستعادة الشرعية لدورها الوطني في قيادة اليمن الشقيق لبر الأمان.

من هنا كان ضرورياً أن يوجه البلدان الشقيقان معاً صفعة قوية ومزلزلة لكل الفئران والجرذان التي خرجت من جحورها في الأيام الأخيرة محاولة تشويه دور دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، والتنكر لأياديها البيضاء، بل ومحاولة الوقيعة بين البلدين الشقيقين المتلاحمين في ذروة تحالفهما سياسياً وعسكرياً من أجل إنقاذ اليمن.

يقول البيان: «وتعرب حكومتا البلدين عن رفضهما واستنكارهما للاتهامات وحملات التشويه التي تستهدف دولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية تلك الأحداث، مذكرين الجميع بالتضحيات التي قدمتها قوات التحالف على أرض اليمن بدافعٍ من الروابط الأخوية الصادقة وصلة الجوار والحفاظ على أمن المنطقة ورخاء شعوبها ومصيرهم المشترك»، وأعتقد أنه بعد هذا الرد الصارم من حكومتي البلدين فإن من يتطاول على الإمارات ويتنكر لدورها أو يحاول الوقيعة بينها وبين السعودية، يكون قد وضع نفسه بالضرورة في صف العداء للتحالف، والوقوف مع العدوان الإيراني الحوثي.

أما أشقاؤنا الأعزاء في المملكة العربية السعودية العزيزة، فهم أعرف الناس بالمعدن الإماراتي، وقد جربوه في مختلف المواقف فما خذلهم، وكنا دائماً العضيدين المتعاضدين في السراء والضراء، قدمنا الشهداء في اليمن معاً، ونبني بلدينا معاً، ونخطط لمستقبل المنطقة المزدهر معاً، ونحارب الإرهاب والتخلف معاً، وسنستعيد العاصمة الشرعية لليمن معاً، وننهي الانقلاب الحوثي معاً.

والسر في ذلك كله عبارة عظيمة المعاني قليلة الكلمات: الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي.

Email