القيادة وتطوير الأداء المؤسسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كتابه «رؤيتي»، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن أزمة الأمة العربية اليوم ليست أزمة مال أو أزمة رجال أو أزمة أخلاق أو أزمة أرض أو أزمة موارد، كل هذا موجود والحمد لله ومعه السوق الاستهلاكية الكبيرة، ولكنها أزمة إدارة».

تكتسب الإدارة في فلسفة القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية بالغة لما لهما من دور حيوي ومحوري في تخطيط وتنظيم وتوظيف وتوجيه ورقابة وتطوير وتحسين وتميز وتنافسية الأداء الحكومي، وتتميز الدولة بوجود نظام إداري ورقابي فعال يستند إلى قوة الدستور والقانون ومنظومة القيم الوطنية والمؤسسية، ويعمل من خلال منظومة معايير التميز الحكومي، التي باتت من أفضل الممارسات العالمية في إدارة الأداء الحكومي، إن لم تكن أفضلها على الإطلاق، حتى بات النموذج الإماراتي، مقصد الحكومات الطامحة إلى التعلم والتميز والتطوير والتحسين المستمر وحوكمة الأداء الحكومي.

إن وجود نظام إداري فعال وشفاف، يؤدي إلى تحقيق العدالة والمساواة عند تقديم الخدمة لكافة المعنيين، ويضمن تحقيق السعادة للموظفين والمتعاملين على حد السواء، ومنذ ما يزيد على 20 عاماً تطبق قيادتنا أسلوب عمل المتسوق السري؛ الذي يعدُ إحدى أهم وسائل رقابة وتقييم أداء جودة الخدمات الحكومية، وذلك من خلال قيام المتعامل «الخفي» بتنفيذ زيارات دورية سرية ميدانية وعن بعد، تشمل كافة المستويات الإدارية والوظيفية طوال العام.

إن الهدف من قياس الأداء، معرفة متخذ القرار مستوى التزام المؤسسات الحكومية تقديم الخدمة حسب المواصفات المحددة لها، ومعرفة مدى قدرة المسؤول والموظف على تقديم الخدمة حسب المواصفات المطلوبة، ومدى قدرة المؤسسة على تحديد المواد والأدوات اللازمة لتقديم الخدمة ومدى توافرها، وتعدد قنواتها، وتحديد مدى توافر متطلبات مكان تقديم الخدمة، كل ذلك وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية في مجال فن تقديم الخدمات.

ومنذ أيام قليلة، وكالعادة، وجه قائد الحكومة فرق عمل المتسوق السري لزيارة كافة الدوائر الحكومية، ورفع تقارير عن مستوى أداء تقديم الخدمات بما ينال رضا وسعادة الناس، اطلع سموه عليها، ثم نشرها بكل شفافية على الملأ، ليعلن سموه عمن يستحق الاستمرارية والمنافسة، ومن هو بحاجة إلى تطوير وتحسين مستمر في جودة الأداء.

وأخيراً، مقياس جودة الأداء الحكومي كان سبباً مباشراً في تصدّر الإمارات وللعام الثامن على التوالي، قائمة الدول المفضلة للعيش لدى الشباب العرب.

Email