«مجد» دكتورة إماراتية من كامبريدج

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أصبح والدي ماجد السري، طيب الله ثراه، جداً كان يقول لنا: «تعالوا عندنا إلى البيت.. أريد أن أشاهدكم وأشاهد أبناءكم»، وعندما نرد عليه بأن بناتنا وأولادنا عندهم دراسة خلال الأسبوع فكان يقول «كأنهم يدرسون في جامعة كامبريدج البريطانية»، لا يعلم أبي، رحمه الله، أن هذه الكلمة التي كان يقولها بسخرية، صعدت للسماء، وأن رب العالمين شاء أن يجعل إحدى بناته شقيقتي الدكتورة مجد السري تدرس في جامعة كامبريدج.

كانت دكتورة مجد من الأوائل خلال فترة دراستها 12 عاماً في مدارس حكومية في الشارقة، وفي الثانوية فازت بجائزة المبدع والمبتكر خلال مشاركتها في أولمبياد الفيزياء الوطنية، الذي انعقد في جامعة الشارقة وحصلت على المرتبة الثانية، وأهلها هذا إلى أن تحصل على منحة جامعة الشارقة لدراسة الهندسة الكهربائية والإلكترونية، ومن ثم جاءتها فرصة للتدريب في وكالة ناسا الفضائية في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء دراستها اكتشفت مجد من خلال أبحاثها أن الزلازل يمكن التنبؤ بحدوثها قبل شهرين بفضل الأقمار الصناعية، وتقول شقيقتي مجد إنها كانت تطمح إلى الدراسة في جامعة كامبريدج البريطانية الشهيرة لما لها من عراقة، ويعود تاريخها إلى عام 1874، وهو نفس تاريخ معهد كافنديش الذي درست فيه مجد السري، والذي فاز 29 من علمائه بجوائز نوبل، ومن أشهرهم ماكسويل، رذرفورد، ومجد السري هي أول إماراتية تدرس الدكتوراه فيه.

تمكن فريق من الباحثين الدوليين يضم من بين أعضائه، الإماراتية مجد السري المهيري وهي وأول إماراتية تدرس الجيل المقبل من الخلايا الشمسية، من دراسة الهيكل الذري لمادة تعرف باسم بيروفسكايت، التي تصنف من مواد الجيل القادم المستخدمة في الخلايا الشمسية، حيث يُعتقد بقدرتها على تحســـين كفاءة توليد الطاقة الشمسية.

وتكمل السري: إن «معهد كافنديش قد سمي على اسم العالم الفيزيائي السير هنري كافنديش ومنح هذا اللقب من ملكة بريطانيا، وأنا وزملائي كنا في تنافس شريف من أجل العلم، وأغلب الذين درسوا في كافنديش لم يستطيعوا أن يكملوا دراستهم لأن الدراسة تحتاج إلى أشخاص أذكياء ومبتكرين ومبدعين ولكي أعزز هذه الدراسة ذهبت إلى باريس إلى مختبر نوبل لاختبارات وبعد فترة طرحت أبحاثي في المجلات العلمية».

وعن تخرجها في بريطانيا أواخر شهر فبراير 2019 تقول مجد السري: «شعرت بالفرحة أولاً لأني من بنات زايد، طيب الله ثراه، ولأنني حققت أمنية والدي ماجد السري بعد رحيله، ووالدتي حضرت التخرج وإن شاء الله سوف أخدم بلدي فيما أعطاني ربي من هذا العلم الغزير، الذي يبدو صعباً ولكن بفضل الله تعالى ثم بفضل وزارة شؤون الرئاسة، الذي يتولى قيادتها سمو الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، استطعت النجاح في دراستي».

Email