وجهة نظر

47 عاماً بفضل الأب المؤسس

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي بتاريخ 2 ديسمبر1971، لإجراء مباحثات تستهدف إيجاد شكل متين للتعاون فيما بينهم، تحقيقاً لمعنى التكامل وبحثاً عن الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم، وتوصل حكام الإمارات إلى القرار التاريخي بالتوقيع على وثيقة قيام دولة اتحادية باسم (دولة الإمارات العربية المتحدة) ويعود الفضل في قيام الدولة لحماسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والآباء المؤسسين لتشكيل الاتحاد، وتعاملهم مع التحديات والصعوبات بحكمة وبروح من الانسجام والتعاون.

وتقديراً لجهوده ودوره القيادي وحنكته، اختار أصحاب السمو حكام الإمارات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لرئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح بذلك أول رئيس للدولة، وهو المنصب الذي أكسبه لقبه الدائم «الأب المؤسس».

ارتفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى سنوات، عندما تمخض اجتماع عرقوب السديرة بالقرب من السميح على طريق دبي أبوظبي في 18 فبراير سنة 1968 بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، كإعلان اتحاد يضم إمارتي أبوظبي ودبي كبداية لاتحاد أكبر وأشمل.

وفي 27 فبراير 1968 واستجابة لنداء حاكمي أبوظبي ودبي اجتمع حكام الإمارات، حيث جرى تدارس فكرة قيام اتحاد لجمع الشمل وفي الدورة التي عقدت فيما بين 21 - 25 أكتوبر 1969، تم بالإجماع انتخاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً للاتحاد.

شهدت الإمارات خلال فترة حكم الشيخ زايد الرشيدة والتي امتدت 40 عاماً، تطوراً سريعاً وإنجازات مذهلة في جميع ميادين الحياة. وفي الثاني من نوفمبر عام 2004 م، رحل الفارس المعطاء، رحمه الله، بعد رحلة حكمة وتنمية لوطنه وشعبه.

وعلى نهجه ومن بعده تسير الدولة برئاسة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه، وقيادة أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود مؤمنين بنهجه مستلهمين برؤيته في دفع مسيرة البناء إلى الأمام والارتقاء بها إلى مَصاف الدول المتقدمة.

شكراً للآباء المؤسسين الذين مهدوا الطريق، ووضعوا اللبنات الأولى لهذا الصرح الشامخ. شكراً للأبناء الذين ساروا على طريق الآباء، فأعلوا البنيان، وحافظوا عليه، وأبحروا بالسفينة وقادوها إلى بر الأمان، شكراً للشهداء الذي سطروا بدمائهم صفحات سوف تبقى خالدة في تاريخ هذا الوطن، حفظ الله الإمارات قيادة وشعباً وأرضاً، وأدام عليها الفرح والاستقرار والأمان.




 

Email