ما دورك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدءاً من تأسيس مجالس ومؤسسات الشباب، إلى أحدث مجالات الدراسة ومعارض الابتكار والبحث العلمي، إلى المؤسسات والمبادرات الداعمة للأعمال والمواهب والفنون، إلى فرص التدريب والتطوع، وصولاً إلى الفضاء، وإلى غير انتهاء، تستمر مبادرات الإمارات لتمكين ودعم الشباب. فهل سألت نفسك أمام كل هذه الفرص، ماذا سيكون دورك؟ وأين يمكن أن تتميز؟

للإجابة عن هذا السؤال احتمالان، فإما أن تكون قد اخترت فعلاً طريقك الصحيح، وعرفت دورك الذي تسعى لتحقيقه الآن، فهنيئاً لك ولمجتمعك. وإما أن تكون مشاهداً عن بعد حتى الآن، لأنك اخترت الطريق الذي لا يناسب قدراتك، أو لأنك لم تجد طريقك بعد، ولا بأس في ذلك فقد يحتاج إيجاده بعض الوقت. إذا وجدت نفسك غير قادر على التقدم من نقطة انطلاقك، وإذا وجدت نفسك متأخراً جداً عمن يحيطون بك، قد يعني ذلك أنك في مكانٍ غير مناسب، بين من اختاروا مكانهم المناسب. قد يعني ذلك أيضاً أن مكانك المناسب لا يزال في انتظارك، ولم يجد بعد من يقوم به كما ينبغي. ربما حان الوقت لتتسامح مع نفسك وتمنحها فرصة جديدة لاختيار الطريق الصحيح، الذي سيأخذك إلى مكان جديد، يتوافق مع قدراتك ويفيد بها من حولك.

اقرأ، تدرب، تطوّع، استشر، انضم إلى كل فرصة متاحة تسمح لك أن تمارس شيئاً جديداً، ففي داخل كل منا شخص مختلف، إن لم يتمكن من مجال، يستطيع بتركيبته الفريدة أن يتقن في مجال آخر. جرب وحاول حتى تصل إلى ذلك الشيء الذي تصنعه بشغف ومتعة كبيرة لا تقل عن إتقانه، لأنه الشيء المتوافق مع قدراتك تماماً. قدراتك ملك للجميع، اختلفت بها عن محيطك لتعطيه. لا تنسَ أن في المجتمع من يعطيك ما لا تستطيع، فما دورك؟ من مسؤوليتك أمام نفسك وأمام مجتمعك أن تكتشف مواطن تميزك وتتعرف على المكان الذي ستساهم فيه.

تعرف على دورك، وثق بأنه لا يقل أهمية عن أدوار من أتقنوا ونجحوا في مجالات أخرى، فنحن باختلاف أدوارنا وتنوع مهاراتنا نتكامل، ونظل في المقدمة دائماً. في وطن يؤمن بالشباب ويمد يديه نحو طاقاته، يحتضن إبداعاتهم ويدفعهم ليكونوا أوائل العالم، في وطن تتنوع وتتجدد فيه الفرص كل يوم، بقي عليك أن تسأل نفسك: ما دورك؟

 

Email