التوازن العاطفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أمانة لا تخلّيني صغير بعينهم تكفين..لأنّي كل ما قالوا (تخون) أقول: مسكينة..عليك الله وأمانة علميهم من هو المسكيـــن...أنا خايف لي طاح الجمل تكثر سكاكينه.. وأنا ما عاد بضلوعي مكان لطعنة الســــكّين» - الشاعر حامد زيد.

الخيانة الزوجية هي فعل أحد الطرفين بتكوين علاقة بشريك خارج إطار العلاقة الزوجية، وذلك بسبب الانجراف وراء العاطفة الوهمية، وتبقى هذه العلاقة غير مقبولة أياً كانت درجتها، التي قد تشعر أحد الطرفين في نهاية المطاف بالندم، ولكن بعد فقدان حب وولاء شريك الحياة.

يتحدد سلوك الإنسان دائماً من خلال قوة العقل وقوة العاطفة، فإذا كان العقل هو الذي يقود الشخص استطاع أن يتجاوز أزماته في الحياة، لأنه يفكر بواقعية ويعتمد دائماً على المنطق في أغلب قراراته، بعكس الإنسان الذي تقوده مشاعره، لأنه يكون أسير رغباته غير مكترث بمعايير التحليل المنطقي، فتطغى الأنانية في سلوكه وينعدم لديه الإدراك والوعي لسلبية الاندفاع في المشاعر لمن لا يستحقها.

فأسير المشاعر ينجرف عادةً نحو المشاعر الزائفة في لحظات غياب العقل الذي يوجهه نحو المعايير المنطقية للعلاقات الناجحة، فتجده يصل إلى طريق مسدود، وهنا تتضح له الأمور فيصاب بالخيبة التي تدخله دوامة جلد الذات.

«أنا الغبية إلي صدقتك» كلمات ترددها الفنانة سعاد على مسامع ابن عمها في المسلسل الرمضاني «الخطايا العشر» الذي مثلت فيه دور الزوجة الخائنة التي تعشق ابن عمها المتزوج.

تتزوج سعاد بطبيب يحترمه والدها كثيراً بالرغم من أن قلبها لا يزال متعلقاً بابن عمها المخادع الذي يعمل في شركة والدها، وبدلاً من احترام الزوج في غيابه كانت تقابل ابن عمها بين الفينة والأخرى، فيكتشف الزوج أمرها متلبسة لتشعر بعد ذلك بالندم على خذلان الزوج لإرضاء مشاعر خاطئة لا تغفر.

من المهم أن يدرك الإنسان طبيعة عاطفته في العلاقات، فهل العاطفة تقود العقل أم العقل يقود العاطفة؟

إذا كانت العاطفة تقود العقل فذلك يجعل الإنسان أكثر عرضة للابتزاز العاطفي، لأنه يعد فريسة سهلة لدى الطرف الآخر الذي يستغله باسم الحب فتنعدم شخصية الضحية بسبب تقديم التضحيات في سبيل الحصول على رضا الطرف الآخر.

أما العقل الذي يقود العاطفة فيكون حجم الوعي والإدراك لدى الفرد واضحاً، وتقدير الذات والذكاء الاجتماعي لديه كبيراً، لذا تنعدم المصلحة والإذلال في علاقاته، لأنه مدرك تضحيات ومحبة الطرف الآخر.

العقل والقلب وجهان لعملة واحدة، لذا يجب لتحقيق علاقة ناجحة الموازنة بينهما لنحقن العلاقة بكل مقومات النجاح. ببساطة العالم الذي يسيطر عليه العقل فقط يكون بارداً كالصقيع، والعالم الذي تقوده العواطف تسبب لأصحابها آلاماً نفسية عميقة، لذا من المهم أن نجمع بين العقل والعاطفة لنتمكن من الاستمرار في العلاقات بنجاح.

Email