قطر تحاكم نفسها

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار مسلسل الارتباك والقرارات الغبية التي تتخذها حكومة تنظيم الحمدين في محاولة التملص من التزاماتها ومطالب الرباعي العربي، بدأت جهات حكومية مختلفة تابعة للتنظيم المذكور إقامة دعاوى جماعية وبالجملة ضد أفراد ومؤسسات من دول الرباعي العربي، وآخرها القضية الجماعية ضد عشرات المغردين بدعوى تشويه سمعة قطر، وكذلك الشكوى المقامة ضد الفرع الأميركي لأحد البنوك الإماراتية بدعوى التآمر على الريال القطري.

مشكلة المستشارين الأغبياء في تنظيم الحمدين أنهم يعتقدون وبقناعة تامة أن دول الرباعي العربي تركت كل مشاغلها ولم يعد لها أي همٍّ إلا قطر وأزمة قطر، متناسين أنه حتى أيام العلاقات العادية والخطوط المفتوحة لم تكن قطر تمثل مصدر اهتمام كبير لدول الرباعي العربي فما بالك اليوم وقد أصبحت قطر بقضها وقضيضها بالنسبة لنا خارج الحسابات.

لكن ماذا نفعل للنملة التي ترى نفسها فيلاً! صحيح تذكرت، فخرم الإبرة هو باب كبير بالنسبة للنملة! وحين ترى العالم كله من خرم إبرة تتوهم أنك أكبر شيء فيه! معذورون!

أما القضايا الجماعية فأود أن أشكرهم عليها، بعد أن تفتق عنها غباؤهم منقطع النظير، لأنهم بهذا يقدمون أفضل خدمة للرباعي العربي وللمغردين الوطنيين ليس فقط لتعرية وجه تنظيم الحمدين القبيح وإنما لتوثيق جرائمه وانتهاكاته بالأدلة أمام المحاكم العالمية ووسائل الإعلام الدولية.

وإذا كان مسلسل انتهاكات الحمدين ودعم وتمويل الإرهاب الذي تكشفه كل يوم جهات دولية مختلفة ومحايدة لا يكفي فإن في الجعبة الكثير الكثير من الحقائق والأدلة الدامغة التي لم تنشر بعد من كل دول الرباعي العربي وغيرها.

ويكفي فقط أن نشير أنهم اليوم يتباكون على سلامة ريالهم وينسون محاولاتهم المتعمدة للإضرار بأكثر من اقتصاد خليجي بل وللوقيعة بين الأشقاء من خلال إرسال ملايين الدولارات المزورة لدولة خليجية عبر مطار دولة خليجية أخرى بينما كشف التدقيق الفني أن مصدرها الدوحة.

وستمثّل المحاكمة فرصة ذهبية للمغردين لكشف النقاب وبالأدلة عن شبكات البروباغندا الممولة من قطر، من محطات تلفزيونية، إلى مواقع إلكترونية إلى صحف ومطبوعات وكتب، إلى حسابات تواصل اجتماعي إلى مؤتمرات وندوات وغير ذلك تدار كلها بتناسق تام ومن خلال مايسترو واحد كأنها تصدر عن يد واحدة وقلم واحد ولكنها تمارس التحريض على الإرهاب والعنف والخراب!

أما في نظر شعوب الرباعي العربي فإن قوائم أسماء المغردين الذين تشكوهم قطر هي أوسمة شرف يعتزون بها لأنهم لم يبدؤوا العدوان وإنما دافعوا عن بلدانهم وشعوبهم وقياداتهم وصدوا الحرب الدعائية الفاجرة التي شنتها قطر وحلفاؤها ضد دول الرباعي العربي بما فيها من محاولات اختراق وتجنيد لتوفير منصة إسناد معنوي للإرهاب والتخريب والفوضى، وما تبريرات الجزيرة لإرهاب داعش في سيناء والحوثي والقاعدة في اليمن إلا نزر يسير.

هذه الدعاوى هي في الواقع فرصة نموذجية لتعرية قطر وحكامها ومغتصبي سلطتها، لكن المشكلة الحقيقية هي: من سيجد وقتاً ليهتم بقطر إلى هذا الحد؟

Email