تغريدة القرن

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كان العالم اليوم يتسابق للتعبير عن آرائه في 140 حرفاً، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، هز هذا العالم من أدناه إلى أقصاه بتغريدة واحدة؛ هي «تغريدة القرن» بلا منازع.

هي «تغريدة القرن» لأنها أعادت رسم الخطوط العريضة لمفهوم الاتصال الحكومي، بحيث لا تكون هنالك حواجز تفصل القائد عن شعبه، ولا رسميات تعيق «رئيس الحكومة» عن الحديث المباشر لجمهوره، بل واستشارتهم وأخذ آرائهم، ألم تلاحظوا أن وكالة الأنباء الرسمية وقفت معنا تنتظر يوم الأربعاء تفاصيل إعلان التشكيل الوزاري من تغريدات صاحب السمو!

وهي بكل تأكيد «تغريدة القرن» حين أكدت للعالم أن قيادة الإمارات تثق في أبنائها وقدراتهم، فمن زرع يعرف ماذا زرع، ومن غرس يعرف أي نبات ينتظر، أم نسيتم أن هذا الجهد الذي نراه اليوم هو بفضل الله نتاج تعب هذه القيادة وسهرها وحرصها وعملها الدؤوب من أجل خير هذا الوطن ورفاه هذا المواطن.

وهي «تغريدة القرن» حين كتب سموه داعياً الجامعات الإماراتية لترشيح وزير شاب بعمر أقل من 25 سنة، حيث لم يذهب سموه إلى معايير الشهرة أو الفهلوة أو الشعبية أو التذاكي، بل اختار الطريق الأصوب، طريق العلم والاستنارة والكفاءة والاجتهاد والنجاح والتميز، وهو ما انعكس عملياً باختيار سموه رعاه الله للوزيرة الشابة شمة المزروعي خريجة إحدى جامعاتنا الوطنية مرسلاً سموه بذلك رسالة تمكين وتعزيز وثقة إلى كل شاب وشابة من أبناء وبنات هذا البلد المعطاء.

وهي أيضا «تغريدة القرن» التي حولت خبراً محلياً عادياً في الإمارات إلى خبر عالمي يترقبه العالم كله باهتمام ومتابعة. لقد وقف العالم على قدميه وهو ينتظر بقية تغريدات صاحب السمو عن التشكيل الوزاري كما لو كان خبرًا محلياً يخص كل واحد منهم.

فما هو سرك سيدي بو راشد سوى أنك قدمت للعالم الوصفة الإماراتية الخاصة عن «سعادة» المواطن أولا التي جعلت «أسعد شعب» محط أنظار الدنيا بانتظار «أصغر وزيرة» و«وزيرة السعادة»!

تغريدة واحدة هي «تغريدة القرن» لكنها محمّلة برسائل كثيرة يجيد صاحب السمو توجيهها للجميع، في «كوكب» الإمارات وخارج كوكب الإمارات!

لكن أجمل ما في هذه التغريدة أن سموه في الواقع لم يكتبها للعالم، بل كتبها إلى «أسعد شعب» عن «أسعد شعب» من «أسعد قيادة»!

Email