رسالتان من الرئيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، الذي عقد صباح أمس في دبي، برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، يمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرة الهيئة والرياضة عامة، كونه الاجتماع الأول برئاسة معاليه منذ توليه هذه المهام، وكان من الطبيعي، إلى جانب ما تضمن من بنود على جدول الأعمال، أن يتعرف الأعضاء من خلاله على فكر الرئيس الجديد، وطبيعة المرحلة القادمة، والمنتظر منهم في ضوء التوجهات الجديدة، خاصة وقد سبق هذا الاجتماع الكثير من الشائعات والتكهنات، التي أحدثت بعض اللغط والبلبلة بل والاضطراب لدى البعض، وبالتالي كان هناك نوع من الترقب والانتظار لمعرفة مدى صحة ما تردد والمطلوب من الهيئة بكافة إداراتها وأقسامها والعاملين فيها من عمل وأداء في المرحلة المقبلة.

وأعتقد أن ما طرحه معالي الشيخ نهيان في حديثه الافتتاحي للاجتماع قد أوضح المهمة المطلوبة من الهيئة مستقبلاً، فعندما يوجه بضرورة أن تكون جميع مشاركاتنا اعتبارا من آسياد أنشيون لألعاب الصالات المقام حاليا من أجل المنافسة على المراكز الأولى، فالأمر لا يعدو مجرد التوجيه وإنما رسالة مفادها ضرورة العمل ووضع الخطط والبرامج التي تعين رياضي الإمارات باختلاف ألعابهم على المنافسة على البطولات والميداليات اعتباراً من الآن وصاعداً، أي أننا لا يجب أن نكتفي بالكلام الإنشائي، وإنما علينا الفعل والعمل وأن ننتج عملياً ما يمكن أن يساعد الرياضيين على تحقيق هذه الغاية.

لهذا أرى أن هذه النقطة على وجه التحديد من أهم ما جاء في حديث الرئيس إلى جانب ما طرحه بشأن ضرورة أن تكون المسؤولية جماعية، وأن تتضافر جهود الجميع وليس الهيئة وحدها إذا كنا صادقين في الوصول إلى نتائج ملموسة.

وأنا شخصيا أقرأ في هاتين النقطتين أمرين مهمين، الأول يخص الهيئة والعاملين فيها، والآخر يخص باقي الهيئات المتعاملة مع الهيئة.

فيما يتعلق بالهيئة مطلوب من العاملين فيها قيادات ومرؤوسين تغيير نهج العمل في المرحلة القادمة، ووضع برامج عمل وسياسات يمكن أن تسفر عن تطوير حقيقي للرياضة، وليس مجرد كلام واستراتيجيات لا تنفذ على أرض الواقع، ولعلنا كإعلام قد تحدثنا كثيرا في هذا الجانب، حتى إشارتنا إلى وجود بعض الهيئات التي تعتمد على مكاتب خبرة متخصصة لإعداد الاستراتيجيات التي لا ينفذ منها إلا القليل، وليس لديها أي قلق عند الحساب، فالإجابة حاضرة وهي قلة الدعم الذي لا تجد حياله الهيئة سوى الصمت.

أما ما يتعلق بالهيئات الأخرى، فرسالة معالي الشيخ نهيان لها كانت مطالبتها صراحة بالتعاون مع الهيئة من أجل تحقيق الهدف، وعدم الاكتفاء بالتبريرات والانتقادات التي تعطل ولا تنتج، وأن تجتهد هي الأخرى في وضع البرامج التي تسفر عن نتائج، وليس التركيز على طرح المشاكل والعقبات التي تعترضها ولا تساعدها على أداء واجبها.

 رئيس الهيئة أعلن قبل الآخرين بأن قطاع الشباب والرياضة في حاجة لزيادة الدعم المالي المخصص له، لكنه لم يقل إن ذلك مانع للعمل والانتاج، علينا الاستفادة من الجزء المملوء في كوب الماء وعدم التركيز على الجزء الخالي، أعتقد لو اهتمت كل هيئة رياضية باستثمار ما لديها من إمكانيات، مهما كانت قليلة مقارنة بما تطمح إليه، فسوف تنتج ما يشعرها ويشعرنا جميعاً بالفخر والزهو، المهم أن تكون لدينا نية صادقة في العمل وخدمة الرياضة وليس تحقيق المصالح الخاصة.

Email