من يعمل لا يخاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أيام قليلة ستعود الحركة من جديد إلى ملاعب فرق أنديتنا استعداداً للموسم الكروي الجديد الذي سينطلق مع نهاية أغسطس المقبل، وهي استعدادات خفيفة من خلال معسكرات داخلية تسبق السفر إلى الخارج لدخول معسكرات جادة هدفها الارتقاء بمستوى اللياقة البدنية والفنية، وهذه الاستعدادات المبكرة سببها شهر رمضان المبارك، الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أقل من ثلاثة أسابيع، وكل هذه المعطيات هي الدافع لهذا الحراك والإيقاع السريع في أنديتنا الهادف إلى استكمال كل عناصر فرقها من لاعبين ومدربين وإداريين واحتياجات وترتيبات بما يجعلها جاهزة وبلا أية نواقص قبل بدء الإعداد، وهي صورة إيجابية تعكس الاستفادة والتعلم من تجارب المواسم الماضية، وما واجه الفرق من نواقص كان لها تأثيرها السلبي خلال الموسم.

ومن الطبيعي في ظل هذه السيولة وهذا الحراك أن تتبادل مختلف وسائل الإعلام نشر الأخبار عن رغبات واتجاهات وتعاقدات الأندية مع اللاعبين والمدربين، وطبيعي أن تخرج بعض هذه الأخبار عن السياق ولا تكون أكثر من شائعة، حيث يلجأ البعض إلى شبكات التواصل الاجتماعي ويرونها أحد أهم مصادر الأخبار، وهذا لا غبار عليه، خاصة والكثير من المترددين عليها من الأصدقاء والمقربين للاعبين والمسؤولين في الأندية، وتبقى المشكلة عند الاتصال ببعض المصادر والمسؤولين والمتحدثين الرسميين في الأندية، أنه إما أنهم يرفضون من الأساس الرد على الاتصالات، أو أنهم يرفضون التعليق أو يدعون عدم المعرفة حتى ولو كانت الأخبار حقيقية وصادقة أو يحيلونك للمنسق الإعلامي، ولكن للحق هناك الكثيرون منهم يتمتعون بالشفافية والمصداقية والصراحة والوضوح، وما أن تسألهم عن شيء إلا أجابوك بكل وضوح.

وبما أننا في نهاية موسم ومع بداية موسم وكل منا مهتم بتقييم تجربته والبحث عن الأفضل، فقد لمسنا كإعلام أن دور المنسق الإعلامي في معظم الأندية ليس كما يجب وغير مُفعَل بالصورة والمنهج الذي نأمل، ونرى أن الأندية توظفه بما يخدم مصالحها التي تراها هي حتى وإن كانت الرؤية قاصرة وغير حقيقية.

فالبعض يرون أن المنسق هو وحده المخول بإعداد أخبار النادي وإرسالها للإعلام، ويعتقدون أنهم يضمنون بذلك عدم نشر إلا ما يريدون فقط، وهذا فهم خاطئ، والبعض يرون أنه ليس من صالح فرقهم تداول أخبارها بشكل يومي لأنها تشكل ضغطاً عليهم وتنعكس سلبياً على الأداء في الملعب، وهذا فهم خاطئ أيضاً، وبعض المنسقين يعتقدون أنهم المصدر الوحيد لأخبار أنديتهم وكل من يتجاوزهم يدخل في دائرة المحذور والغضب، ويصل الأمر إلى المطالبة بتغييرهم ورفض دخولهم بعض الأندية، وهذا أيضاً فهم خاطئ.

لابد من تغيير هذا النهج القاصر وأن تهتم الأندية أيضاً، في إطار استكمال منظومة العمل، بتغيير نظرتها لطريقة التعامل مع وسائل الإعلام، فالإعلامي وظيفته هي العمل يومياً في المواقع المكلف بها، شأن أي موظف يذهب إلى جهة عمله لأداء الوظيفة نفسها يومياً، وعليه الإجادة فيها، وبالتالي معنى منعه أو حجبه أو إغلاق باب الأخبار والمعلومات في وجهه، هو منعه عن أداء وظيفته، غير المقصورة على المكتب وإنما مواقعها الحقيقية هي الميادين المكلف بمتابعتها، وبما أننا لا نملك حق منع أي موظف في أي هيئة رياضية من أداء عمله، فنرجو أن تعاملونا بالمثل، وأن تحرصوا على منح الإعلامي ما يبحث عنه بمشروعية، حتى لا تجبروه على التفتيش خلفكم، والقاعدة العامة تقول من يعمل ولا يخطئ لا يخاف.

Email