الفرسان أبطال بجدارة

المتابع لمسيرة النادي الأهلي وفرقه في مختلف الألعاب الموسم الحالي الذي شارف على الانتهاء، حتما أدرك كم أصبحت هذه القلعة عملاقة في آخر موسمين، وذلك من خلال كم البطولات والانجازات التي حققتها في مختلف الألعاب، وحجم التميز الذي فرضته في مختلف المسابقات، مما يدلل على التفوق الذي حققه الأهلي على جميع أندية دبي في التقييم والاحتفال السنوي الذي أعلنه مجلس دبي الرياضي عن الموسم الماضي، ويؤكد ايضا بأن القلعة الحمراء هي المرشحة للاحتفاظ بهذا التفوق عن الموسم الحالي، خاصة ما حققته من تطور وما سجلته من انجازات يفوق حصيلتها في الموسم الماضي، مما سيضع باقي أندية دبي الأخرى أمام تحد صعب في المواسم القادمة حتى تجد المكان المناسب لها في قائمة التقدير والتكريم.

ويقيني أنه رغم حجم الانجازات التي حققتها فرق الأهلي الموسم الحالي، إلا أن أحدا ما كان ليشعر بها ويمنحها حقها من التقدير ما لم تقرن بإنجاز كروي كبير، إنه العشق الأبدي والحب الجنوني لكرة القدم في كل زمان ومكان وليس في الأهلي وحده، وما أحلاه أن يكون الفوز بأغلى الكؤوس، كأس صاحب السمو رئيس الدولة، الذي يتمناه ويحلم بالفوز به كل أندية الدولة، وحتى قبل أول من امس كنا نعتبر فريق الشارقة أكثر الأندية عشقا للفوز بهذه الكأس، لذا كنا نلقبه بـ"الملك" كونه أكثر الأندية فوزا به، ولكن منذ آخر لقب حصل عليه في عام 2003، وآخر محاولة غير موفقة في عام 2006 أمام العين، توقفت علاقته بالكأس، وربما بعد إنجاز أول من أمس وتساوي الأهلي معه في عدد مرات الفوز، قد يفقد اللقب إذا سبقه الأهلي في الفوز به مرة تاسعة، مما يؤكد بأن إنجاز الثلاثاء جرس انذار للقدماء.

والحقيقة التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان أن فوز الأهلي بالمباراة واللقب، وإن تحقق بصعوبة بالغة وبعد فترة خوف ورعب عاشها الأهلاوية بسبب الفورة والنشوة والقوة التي كان عليها نجوم الجوارح في الشوط الثاني والخطورة التي أظهروها على المرمى، إلا أنه جاء عن جدارة واستحقاق، ليس فقط لنجاح الأهلي في تجاوز كل منافسيه طوال مشوار المسابقة وتفوقه أيضا على خصمه القوي في النهائي، ولكن لأنه كان بالفعل من الفرق القوية والمميزة طوال الموسم، مما أهله لاحتلال مركز الوصيف بعد العين البطل، بل واتفق عدد كبير من النقاد والمحللين على أنه كان من أبرز المرشحين للفوز بالدوري الموسم الحالي بما يضمه من لاعبين وما يتمتع به من إمكانيات فنية سواء على مستوى اللاعبين المواطنين أو الأجانب.

كثيرون يرشحون فرقة الفرسان للفوز بلقب الدوري في الموسم السادس للاحتراف، وهو ترشيح صادف أهله ولا يمكن أن يختلف عليه اثنان، ولكن المهم أن يعمل الأهلي على تحويله إلى واقع بالعمل وليس الكلام، وعليه أن يكون على يقين أيضا من أن منافسيه في تزايد والمهمة لن تكون سهلة، وشخصيا لا استبعد الجوارح من أن يكونوا ضمن المرشحين للمنافسة على اللقب السادس بالطبع إلى جانب حامل اللقب، والمؤكد أنه لن يتكرر مشهد الموسم الحالي ولن يتحدد البطل قبل أربعة أسابيع من النهاية.