بين الكأس وإبداع الاحتراف

ت + ت - الحجم الطبيعي

موعدنا اليوم مع الحدث الذي تتمنى جميع أنديتنا أن تكون طرفاً فيه والتتويج باللقب في نهايته، إنه كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، الذي ينال الفائز به شرف لقاء سموه ومصافحته، ولقاء اليوم هو الثالث الذي يجمع بين الفرسان والجوارح في النهائي على مدى 37 سنة أقيمت فيها المسابقة، فقد سبق أن التقيا مرتين في الثانية والثانية عشرة، وفاز فيهما الأهلي، ومع يقيني بأن كليهما هدفه الفوز واللقب اليوم، وأننا على موعد مع دربي من نوع خاص لن يخلو من المتعة والإثارة، إلا أن أجمل ما فيه - وتحول إلى قاسم مشترك يجمع بين كل أطرافه -، هو الشعار الذي اتفقوا عليه ورأوا أنه أفضل ما يمكن أن تقام المباراة في ظله "كلنا خليفة"، الأهلي أعلن الشعار وأعقبه الشباب وبصم عليه اتحاد كرة القدم، فهو القائد والوالد والراعي لمسيرتنا، وهكذا حمل النهائي البعد الوطني المعبر عن حجم الحب والولاء والانتماء للدولة وقائد المسيرة.

وبعيداً عن إثارة الكأس، كنا يوم أول من أمس على موعد مع مفاجأة، أقل ما يمكن قوله عنها أنها أسعدتنا كثيراً، بما تضمنته من تعبير عميق ودقيق عن حجم الارتباط بالماضي والجذور والاعتراف بجميل الأجداد وما تركوه من إرث عظيم لجيل اليوم وأجيال المستقبل.

 إنها المفاجأة التي أعلنها محمد ثاني الرميثي، نائب رئيس اتحاد كرة القدم رئيس لجنة دوري المحترفين، في حفل تكريم المتميزين، والمتمثلة في تغيير مسمى دوري الإمارات لكرة القدم، والذي كان يحمل اسم اتصالات، اعتبارا من الموسم القادم إلى "دوري الخليج العربي للمحترفين"، وقد أشار إلى أن التغيير تعبير عن الوفاء لخليجنا العربي وما يمثله من قيمة كبيرة جدا لكل دول الخليج، حيث كان مصدر وشريان الحياة الأساسي والرئيسي للمنطقة، وعلى خيره عاش الأجداد في الماضي.

لجنة دوري المحترفين أرادت بهذا التغيير التاريخي توجيه رسالة مهمة إلى كل محب ومتابع لدوري كرة القدم في الإمارات، بعد أن انتقلت اللعبة إلى مرحلة مهمة في مسيرتها بما حققه المنتخب الأولمبي من ظهور مشرف في أولمبياد لندن، وما سجله المنتخب الأول من إنجاز في البحرين وتبعه نادي بني ياس على مستوى أندية الخليج، وما تتطلع إليه أنديتنا على مستوى القارة ودوري الاحتراف يدخل سنته السادسة، والعالم كله سينظر إلينا ونحن نستضيف وننظم مونديال الناشئين، والرسالة أنه مهما كنا نتطلع إلى مراحل جدية في مسيرة اللعبة أكثر تطوراً إلا أنه لا يجب أن يكون ذلك بمنأى عن الهوية والتراث ودون الوفاء لهذا الشريان العربي الأصيل، إنها رسالة حب صادق لحبيب أصيل.

ولجوء لجنة دوري المحترفين إلى هذا المسمى ليس بدعة، وإنما إبداع، فلو نظرنا إلى الكثير من دول العالم حولنا سنجد أنها تطلق على مسابقات الدوري فيها مسميات غير مرتبطة بأسماء الجهات الراعية والداعمة لها، وهذا يحدث تحقيقاً لأهداف تختلف من دولة لأخرى، ويبقى الإبداع في حسن الاختيار، وأرى أن اللجنة كانت موفقة جدا في هذا الاختيار، ولهذا وصفته بالإبداع الذي أشعر بأنه سيتحول إلى إلهام لابتكار واستحداث العديد من الفعاليات التي ستقام تحت هذا المسمى، تجسيداً لشعور الانتماء والولاء إلى الماضي، وهكذا الإبداع.. الفكرة التي تصبح ظاهرة.

Email