نصيحتان لمسفر والشعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاءت الأقدار أن يحتفظ دوري اتصالات للمحترفين ببريقه وإثارته حتى الجولة الأخيرة منه، والتي باتت فاصلة في تحديد ثاني الهابطين إلى دوري أندية الدرجة الأولى مع فريق اتحاد كلباء، فلا بد وأن نعترف بأن ضمان العين المبكر للاحتفاظ باللقب أصاب لقاءات فرق المقدمة بالركود والرتابة، بفقدها أهم مقومات المنافسة والإثارة، وكان من المتوقع أن يكون هذا هو حال باقي المباريات بعد اتساع الفارق بين الشعب ودبا الفجيرة، واقتراب الأول من دخول المنطقة الآمنة، ولكن يقظة دبا في آخر أسبوعين وممارسته من جديد للعبته مع الكبار، مع تعثر الشعب أحال الحسم إلى الجولة الأخيرة، وبذلك احتفظ الدوري باستمرار عنصر التشويق حتى نهايته، المحدد لها يوم السبت المقبل، ذلك اليوم الذي من المقرر أن يسدل فيه الستار على الدوري إلا إذا تم تأجيل مباراة الوصل وبني ياس بسبب خوض الأخير نهائي أندية الخليج يوم الخميس.

الجديد هو ما طالب به د. عبدالله مسفر مدرب دبا الفجيرة بتأجيل المباراتين الحاسمتين لتحديد المتبقي مع المحترفين والهابط إلى الأولى، إلى ما بعد نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة بين الأهلي والشباب، بما يسمح لأطراف المباراتين، دبا مع عجمان والشعب مع الشباب، باللعب بكامل صفوفهما وبالتالي حدوث تكافؤ الفرص، وهو ما يمكن متابعة تفاصيله في تصريحات مسفر حول مباراة فريقه الأخيرة مع الاتحاد، والسؤال هل هذا ممكن؟، إذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا فسنجد أن لجنة المحترفين واجهت مشكلة كبيرة في تعديل برنامج الدوري تلبية لرغبة مهدي علي مدرب المنتخب الوطني، عندما طالب بزيادة فترة معسكر إعداد المنتخب لخليجي 21 لمدة أسبوع واحد، واستغرق التعديل فترة طويلة وكانت نتيجته ضغط المباريات بصورة أثرت سلبا على مشاركة فرقنا في البطولات الخارجية، فهل تتوفر مساحة زمنية الآن لإجراء مثل هذا التعديل؟.

المبررات والأسباب التي طرحها د. عبدالله مسفر تبدو منطقية ولها وجاهتها، ولكن أعتقد أنها ستواجه اعتراضات كثيرة، وخاصة من فريق الشعب الذي قد يعتبرها غير عادلة، كما أنها لا تشكل أي صعوبات على المعنى الرئيسي من المباراتين وهما دبا الفجيرة والشعب غير المرتبطين بأي مشاركات أخرى، ولهذا فإن فرصة أحداث هذا التأجيل ضعيفة، وأنصح الدكتور مسفر بعدم الاشتغال بها أو التعويل عليها على حساب الاستعداد الحقيقي والجاد للمباراة وتهيئة لاعبيه نفسياً لها، وإلا فسيجد نفسه فجأة أمام المباراة في موعدها المحدد وعندها قد يندم.

أعتقد أن مخاوف الدكتور مسفر، وإن كانت تبدو منطقية كما سبق وأشرت، إلا أن تأثيرها لن يكون كبيرا، وربما تلعب دورا عكسياً لانعدام الضغوط على بدلاء الشباب الذين لا يفتقدون إلى الخبرة ويريدون إثبات وجودهم وحجز أماكنهم للموسم الجديد، ولو نظر بعمق لطبيعة أداء لاعبي العين بعد ضمانهم البطولة وضعف الحافز، لتأكد من أن خوض البدلاء للمباراة أصعب للشعب من خوضها بالأساسيين، نحن على موعد مع مباراتين لا مجال للتعويض بعدهما، وغير مطلوب من لاعبي الفريقين سوى التركيز، فإما الفوز والبقاء وإما الخسارة والرحيل، ونصيحة للشعب لا تفكر في الفرصتين ولا تلعب عليهما حتى لا تعرض نفسك لخسارتين، المباراة والمحترفين.

Email