لا تضيعوا الفرص

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعدنا كثيرا بالنتيجة الإيجابية التي عاد بها فريق بني ياس من الدوحة بتعادله 1-1 مع فريق الخور القطري في ذهاب نهائي بطولة أندية دول مجلس التعاون الثامنة والعشرين، وكنا نتمنى عودته بالنقاط الثلاث، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التحقق، لو حالف نجومه التوفيق في أكثر من فرصة للتسجيل وأخطرها تسديدة أبوتريكة التي رفضتها العارضة في الشوط الثاني، ولكن العودة بنقطة وهدف من أرض الخصم مكسبا كبيرا لو أحسن نجوم السماوي استثماره في لقاء العودة يوم الخميس المقبل، ومن هذا المنطلق أحذر نجوم ومحبي بني ياس من الإفراط في التفاؤل والركون إلى أفضلية فرصتهم في تحقيق حلم الفوز باللقب وتتويج هذه المرحلة الثرية من مسيرة كرة القدم في النادي.

يجب أن يعي فريق بني ياس جيدا بأن مهمته ازدادت صعوبة في مباراة التتويج، وأن اللعب على فرصتين أخطر وأصعب من اللعب على فرصة واحدة لا بديل عنها، وهذا ما سيكون عليه وضع الخور الذي سيبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق الفوز وسيسعى منذ إطلاق صافرة المباراة بتسجيل هدف وآخر باعتباره السبيل الوحيد أمامه لتعديل الوضع وتعويض ما يمكن وصفه بالخسارة في مباراة الذهاب.

لهذا إذا اعتقد فريق بني ياس أن الأداء الحذر وتأمين المرمى واللعب على التعادل السلبي هو طريقهم للفوز باللقب سيكون واهما وقد يكون الثمن ضياع حلمه وعودة الخور إلى قطر حاملا الكأس معه.

وسوف أُذكر نجوم بني ياس بواقعتين للتدليل على أهمية ما أقول، واحدة قريبة حدثت منذ بضعة أيام وهي لقاء العودة مع فريق نجران السعودي، وما كانوا سيواجهونه لولا هدف أبوتريكه في الوقت بدل الضائع الذي قلب الموازين، والثانية وهي أخطر تتمثل في لقاء العودة والتتويج بنهائي البطولة نفسها العام الماضي هنا في دبي بين الوصل والمحرق البحريني، فلم يكن يتوقع أكثر المتشائمين ضياع اللقب من الوصل بعد فوزه على المحرق في عقر داره 3-1 في مباراة الذهاب، حتى أن النادي أعد برنامجا حافلا للاحتفال بالتتويج، لكنه دفع ضريبة هذا الإحساس المبكر الخادع، فأخطأ ماجد ناصر ومن بعده راشد عيسى وخسر الفريق بنفس النتيجة ثم بركلات الجزاء الترجيحية وعاد المحرق للبحرين بالكأس وسط ذهول وعدم تصديق الحضور، لهذا أقول لنجوم السماوي إياكم والإفراط في الفرحة. مهمتكم ازدادت صعوبة وعليكم الاستعداد لأدائها، وإياكم وإضاعة هذه الفرصة، فلن يغفرها لكم التاريخ.

ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، أذكر نفسي ونجوم كرة القدم عامة وبني ياس والأهلي والشباب خاصة، بما حدث لفريق ريال مدريد أمام اتليتكو مدريد في نهائي كأس ملك أسبانيا بالأمس، فعلى الرغم من أفضلية الريال للتتويج والذي أجمع عليه كل المراقبين والمحللين، إلا أن اتليتكو لقنه درسا في الذكاء والتفاني والرجولة والإخلاص، ولأن نجوم الريال لم يصدقوا ما يتعرضون إليه في احد أسوأ المواسم التي مر بها النادي، تهوروا وتوتروا وخرجوا عن شعورهم الذي كانت نتيجته طرد المدرب مورينيو ثم كريستيانو رونالدو، أحد أخطر المهاجمين في العالم، وعدم تركيز في استثمار الفرص، وخسارة وخروج من الموسم بلا أي إنجاز، لهذا أقول للفرق الثلاثة التي حددتها، الفرصة مواتية أمامكم للخروج من الموسم بإنجاز. مهمتكم الأساسية الآن هي معرفة كيفية استثمارها وليس إضاعتها.

Email