الإنجازات يصنعها رجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ إنجازه عام 1984، عندما فاجأ الكبار بفوزه بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهو أحد أندية الدرجة الثانية، انحسرت أفراح عجمان في قدرته على العودة إلى الدوري الممتاز كلما تراجع وهبط لدوري المظاليم، وكثيراً ما تحول إلى حصان أسود في عدة مواسم ونجح في إحراج الكبار ومدهم بالعديد من النجوم، لكنه أبداً لم يحقق أي بطولة، حتى جاء يوم أول من أمس ووضع كلمة النهاية لهذه الحقبة، بإنجاز مهم ضاعف من قيمته أنه تحقق أمام فريق كبير وبطل سابق.

هذه هي حكاية فريق عجمان الذي كثيراً ما أجبرنا على احترامه وتقدير جهوده، ولكن بإنجازه الأخير ضاعف احترامنا له وتقديرنا لإصراره على فرض نفسه بين الكبار وإثبات قدرته على الفوز بثاني أكبر بطولة على مستوى فرق المحترفين.

تحقيق عجمان لهذ الإنجاز أمام فريق بقوة وقدر الجزيرة يدلل على أنه جاء عن جدارة واستحقاق، خاصة وأن خصمه كان يمني النفس بأن يكون البطل دعماً لمساعي التغيير التي بدأها في مسيرة إعداده للمستقبل.

كما يدلل على حجم الدعم الذي وجده من القيادة في عجمان وإدارة النادي، وأقصد هنا الدعم المعنوي قبل المادي، متمثلاً في الوجود المستمر من الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس النادي، إلى جانب الفريق، والاهتمام والمتابعة من سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان الرئيس الفخري للنادي، فهذا الدعم كان بمثابة الوقود للفريق وجهازه الفني بقيادة المدرب العراقي القدير عبدالوهاب عبدالقادر، ونحن نحيي جهودهم وذكاؤهم في التركيز على هذه المسابقة مع اقتناعهم بأنه لا أمل لهم في المنافسة على لقب دوري المحترفين، لكن بالحكمة والتعامل الذكي مع فرق ومباريات كأس اتصالات ثانية بطولات المحترفين يمكنهم وضع أنفسهم بين الأبطال الكبار.

ويؤسفني تكرار ما سبق أن تحدثت عنه في هذا المكان من قبل، وهو انعدام جدوى هذه المسابقة، التي لا تجد الاهتمام إلا من بعض الفرق.

فالأهداف التي أعلنت عند إقرارها لا يتحقق منها إلا القليل، والدليل ضعف تركيز الأندية عليها واختلافها الجوهري عن الواقع في دوري المحترفين، شأنها في ذلك شأن دوري الرديف الذي لا يجد أدنى اهتمام لا من الجماهير ولا من الإعلام.

لكل هذا أتمنى أن تعيد لجنة المحترفين حساباتها وتقييمها لهذه المسابقات وإجراء ما تحتاجه من تعديلات يزيد من أهميتها ويضاعف من اهتمام الأندية بها، وهو ما لن يحدث إن لم يشعروا بوجود قيمة حقيقية ومردود مفيد منها، وليت الجمعيات العمومية تتحمل مسؤولياتها في ذلك.

ومن إنجاز عجمان إلى إنجاز يد الأهلي الذي يؤكد على مدى ما تجده جميع الألعاب في النادي من اهتمام إداري مؤثر ومثمر.

انظروا إلى كم البطولات التي حصدتها فرق الأهلي في مختلف الألعاب هذا الموسم، ليس على المستوى المحلي فقط وإنما حتى على المستوى الخليجي، وهذه أيضاً ثمار جهود بدأت قبل سنوات وتستكمل الآن لتزين القلعة الحمراء بقناديل من النور، هي إنجازات الفرق، مبروك ليد الأهلي ثالث بطولة دوري على التوالي وخامس بطولة هذا الموسم، ومبروك لصانع الإنجازات وصائد البطولات المدرب القدير جمال شمس البطولة رقم 15 مع الأهلي، وإذا كنا نشد على أيدي لاعبي الجزيرة ونقول لهم "هاردلك" الخسارة بشرف، فنقول لنجوم الأهلي مبروك أداؤكم الرجولي وإصراركم الذي ساعدكم على تجاوز ظروفكم الصعبة وتحقيق هذا النصر، ولسه!!

Email