الأهلي بداية ونهاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل تسبب الحكم عمار الجنيبي في خسارة العين أمام الأهلي وخروجه من منافسات الكأس؟ هذا الاتهام صاحبه شبه إجماع من الأمة العيناوية بمن فيهم معظم إن لم يكن كل فريق العين وجهازه الفني والإداري، لكن هل من الممكن القبول به؟ من الصعب اتهام أي حكم بهذه التهمة التي تعني في وجهها الآخر التواطؤ ومحاباة الفريق الآخر، وهو أمر غير وارد وغير مقبول فنيا وأخلاقيا.

قد نرى بعض القرارات غير صائبة، لكن المؤكد أنها غير متعمدة لسبب هام جداً وهو أن الحكم قاض يمثل العدل والعدالة في الملعب، ولا يمكن لمن حملناه مسؤولية العدالة خيانة هذه الأمانة.

من خلال متابعتي لمسيرة العين وتطلعاته وخاصة في الموسم الحالي كان من السهل تلمس الرغبة الجامحة للجمع بين لقبي الدوري والكأس هذا الموسم، وإضافة رقم جديد إلى سجل الأرقام القياسية المسجلة باسم النادي والفريق، وكانت هناك حالة من الإحساس الجماعي والثقة في تحقق ذلك، وهذا الإحساس في حد ذاته كفيل بخلق نوع من الرفض وعدم الرضاء عن كل ما يتعارض معه، وهذا ما يؤكده علماء النفس.

لذلك كل الأمة العيناوية رفضت كل قرار رأت فيه تحقيق أي شبهة مصلحة للخصم، وقد ضاعف الأمر أن الخصم هو المنافس الدائم والشرس فريق الأهلي، الذي ظل في تحد مع الزعيم طوال الموسم، بعد ان قدم له اكبر خدمة وهي الفوز عليه في انطلاق المسابقة، والذي كان أكبر دافع للعيناوية لتأكيد جدارتهم بأن يكونوا أول فريق ينال لقب دوري المحترفين مرتين متتاليتين.

أنا لا أبرئ عمار الجنيبي مما وجه إليه من نقد، ولكن في نفس الوقت وكما تعودت لا أريد ان انتقده لحساسية أمره، وأفضل ترك الأمر للجنة الحكام، لأنها المعني الأساسي بالأمر، وعليها تصحيح أوضاعها من الداخل ودون أي تدخل خارجي قد يأتي بنتائج عكسية.

الحكام بشر معرضون للخطأ، والتقنيات الحديثة في النقل التلفزيوني كشفت الكثير من أخطائهم التي لم نكن نعلمها من قبل رغم حدوثها، وتكثيف الحديث عن ذلك يضاعف من الضغوط النفسية عليهم وربما يعرضهم للمزيد من الأخطاء، لهذا علينا معالجة الأخطاء بحكمة وتريث ودون مغالاة، وأن نعترف بوقوعنا أيضاً في الأخطاء.

هل يستطيع أحد تبرئة كل لاعبي العين من الوقوع في أخطاء ساهمت في الخسارة؟ حتى فريق الأهلي فرغم فوزه إلا أن لاعبيه وقعوا في أخطاء خطيرة، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن نقلل من أهمية الفوز الذي حققوه بجدارة والذي يستحقونه ليس لمستواهم فقط في المباراة ولكن لمستواهم العام في الموسم وخاصة الدوري الذي يحتلون مركزه الثاني، وأتفق مع جيان في ان الفوز لا يمكن أن يكون إلا للأفضل.

الأهلي ينهي الموسم بشكل جيد وعروض قوية تجعله أحد فرسان الرهان الموسم القادم، ونتمنى أن يواصل مسيرته بهذه القوة التي تفيد كرة الإمارات وترفع من شأنها، والعين رغم الخسارة إلا أن ذلك لا يقلل من قيمته وشأنه وحجم إنجازه الكبير هذا الموسم، ولكن تراجع مستوى الزعيم بعض الشيء في الأسابيع الأخيرة لابد وأن يحظى بالاهتمام والدراسة والعلاج.

وأخيراً اعذروني في التوقف عن الكتابة بضعة أيام بسبب سفري اليوم إلى نيويورك لتغطية أحداث ماراثون زايد الخيري السنوي، وإن شاء الله نلتقي مرة أخرى قريباً بعد العودة.

Email