القيل والقال وشجاعة السركال

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال ردود الأفعال لخسارة يوسف السركال في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم متواصلة، ليس للخسارة في حد ذاتها، وإنما لجسامتها وقسوتها، خاصة وكل ما سبقها من مؤشرات سار في اتجاه عكسي تماماً، وصور الواقع على أن السركال هو الأقرب للفوز.

صحيح أن السركال نفسه لم يستبعد مفاجآت اللحظات الأخيرة وصعوبة الموقف، وهو ونحن توقعنا احتمال خسارته، لكنه ظل احتمالاً ضعيفاً ولم يصل خيال أكثرنا تشاؤماً إلى النهاية التي أسفرت عنها النتيجة، وهذا الفارق الشاسع في الأصوات، والذي ظننا أنه سيكون ضئيلاً وربما يميل لكفة السركال، وأن الحسم في تحديد الرئيس لن يكون إلا في مرحلة ثانية من الانتخابات، حتى إن فرضية تحديد الرئيس من المرحلة الأولى كانت خارج كل الحسابات، ولن أكون مغرداً خارج السرب لو أكدت أنها كانت كذلك حتى بالنسبة لداعمي الطرف الفائز.

لهذا لا تلوموا كل من أعرب عن أسفه أو حزنه لهذه الخسارة، وكل من ذهب أبعد والمطالبة بضرورة التحقيق لكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا التناقض الكبير بين سقف التوقعات التي سبقت الانتخابات والنتيجة التي انتهت إليها، خاصة وهناك من وضعوا أيديهم على بعض نقاط الخلل والأسباب المنطقية التي يمكن قبولها كطريق موصل لهذه النتيجة، وكما سبق وأشرت في يوم سابق، هذه المشاعر والتحليلات والقراءات تدل في النهاية على مدى الآمال التي علقناها على فوز السركال، وحجم الاهتمام الذي حظيت به خطوته على الصعيد المحلي، وحجم الانتماء للوطن والصدق مع النفس.

 قد يكون للبعض أغراض خاصة، لكن وسط هذا الإحساس العام بالحزن لا يمكن أن نضع لهؤلاء أي وزن، ولا أعتقد أن أغراضهم من الممكن أن تشكل أي تأثير إضافي لهذا المشهد.

نحن نقدر الظروف الخاصة التي نمر بها جميعاً الآن، بمن فينا يوسف السركال نفسه، والذي لا يمكن تصور أنه كان على علم بإمكانية حدوث هذه النهاية، ولم يتعامل معها بالعقل والحكمة الكافيين، فهناك أقاويل بأنه عرضت عليه ليلة الانتخابات نصيحة بالانسحاب من السباق ورفض، بالطبع أنا لا أنفي ولا أؤكد حدوث ذلك، لكن المعلومة أو الشائعة، أو سموها ما شئتم، وصلتني مثل الكثيرين غيري، وليس لدينا تأكيد أو نفي لها، والشخص الوحيد القادر على الفصل في هذا الأمر هو أبو يعقوب نفسه، وأعتقد أنه الآن وبعد أن خلا بنفسه وراجع جميع المشاهد التي سبقت الانتخابات، قد وقف على العديد من الحقائق التي يمكن أن تقدم لنا وللرأي العام التقييم السليم لما حدث.

أتفق مع الكثيرين في أن يوسف السركال مطالب بإعلان كل الحقائق أمام الرأي العام، ليس من منطلق الحساب وإنما بدافع إظهار الحقائق وإراحة كل من ساندوه وتمنوا فوزه وأصابهم الحزن لخسارته.

نحن نؤمن بقدرات يوسف السركال الإدارية وكفاءته لقيادة كرة الإمارات إلى ما هو أفضل ويضاهي أحلامنا، ومن واقع هذا الإيمان، وحفاظاً عليه من القيل والقال، ودعماً لمشواره القادم ومساندة له في تكملة رسالته، وإقراراً منه باحترام كل من أيدوه وساندوه، نطالبه بالمسارعة إلى كشف الحقائق من خلال مؤتمر صحفي مماثل للمؤتمر الذي دعا إليه عند تدشين حملته الانتخابية، ويقيني أن السركال لديه الشجاعة الكاملة لإطلاع الرأي العام على كل الحقائق التي صاحبت هذا الملف ليرتاح ويرتاح الجميع.

Email