الخسارة لثمانية أخطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مازالت تفرض نفسها على الأحاديث سواء في المجالس أو عبر صفحات الجرائد، وهذا أمر طبيعي نتيجة للملابسات الغريبة التي صاحبتها، على الأقل بالنسبة لمرشحنا يوسف السركال، والهوة الساحقة بين ما حدث على أرض الواقع وما كان متوقعاً.

 وكما أشرت من قبل فالاجتهادات عديدة وكلها صادقة وممزوجة بحب الوطن، وإن غلب على ظاهرها الحسرة من النتيجة، والندم على الإفراط في التفاؤل للدرجة التي تصورنا فيها أن « أبو يعقوب» هو الرئيس القادم لا محالة، وكالعادة صديقي الذي تعودت اتصاله ومناقشتي في العديد من القضايا والموضوعات الهامة، كان من أوائل من اتصلوا للحديث عن هذه التجربة المريرة والإدلاء برأيه وقراءته لها، وأستطيع أن أجزم بأنه صاحب خبرة وتجربة في هذا المضمار، تجعل لحديثه معنى وأهمية.

يقول صديقي: يوسف السركال كشخصية رياضية لا خلاف، فهو إداري حرفي جيد، تمرس في العمل الإداري بتدرج منحه خبرات مهمة وكثيرة، لكنه لم يكن موفقاً في تجربته الانتخابية التي رصدت فيها من واقع خبراتي ثمانية أخطاء، كانت نتيجتها هذه الخسارة القاسية، ويضيف صديقي، الخطأ الأول، أن السركال لم يكن في حاجة إلى لجنة دعم وتخطيط لحملته وإنما كان في حاجة إلى الهدوء والتحرك بذكاء، والثاني، أن الحملة الانتخابية في مجملها كانت ضعيفة، وكان من السهل على أي مراقب أو متابع محلي أو خارجي تحسس هذا الضعف، والثالث، يتعلق بممثلينا لدعم الحملة في كل الدول الآسيوية الأعضاء في الاتحاد الآسيوي، الذين كانوا صفراً ولم يفعلوا أي شيء شكل إضافة مؤثرة لموقف مرشحنا.

واستطرد صديقي مكملًا الأخطاء الثمانية، أما الرابع، فكان الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، الذي كانت نتائجه مكاسب وقتية لبعض الأشخاص ولا شيء للشخص المعني، والخامس، وهو أخطرهم تمثل في نجاحنا في استفزاز أشخاص خارجيين وحولناهم إلى أعداء في وقت كنا نحتاج إليهم كأصدقاء وداعمين، والخطأ السادس، تمثل في اختيار أعضاء في لجنة دعم السركال لا يتمتعون بأي علاقات أو صداقات مع دول آسيا التي كان السركال في حاجة إلى أصواتها ودعمه في الانتخابات، والسابع، إننا وقعنا في الأخطاء التي ساعدت الخصم بتحويلها إلى سلاح وجه ضدنا، والخطأ الثامن والأخير، إننا فتحنا ملعبنا أمام الخصم على طريقة كرة القدم، مع أننا كان يجب أن نغلق كل المنافذ أمامه، فكثف هجماته التي منحته الفوز.

الأخطاء التي رصدها صديقي تنقل صورة عن الواقع الذي أدى إلى هذه الخسارة، وذكر هذه الأخطاء لا يعني التشفي أو الشماتة وإنما إظهار العيوب وتحويلها إلى دروس مستفادة وعبرة لكل شخص يسعى لخوض انتخابات مماثلة مستقبلًا، يجب أن نتعلم من أخطائنا حتى لا نقع فيها مرة أخرى، ولولا استفادة الشيخ سلمان بن إبراهيم من تجربته السابقة في عام 2009 ما تمكن من النجاح في 2013.

والاستفادة لم يجنها وحده وإنما عادت على كل من عاونوه وساندوه وأكملوا المسيرة معه حتى وضعوه على القمة، وهذا ما يجب علينا جميعاً الآن وليس يوسف السركال وحده، فالمسؤولية مشتركة وعلينا تحملها بكل شجاعة لتكون اللبنة الأولى في البناء لمستقبل أفضل لكرة الإمارات.

Email