يوم الامتحان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند السادسة من صباح اليوم الباكر تبدأ إجراءات انتخاب الرئيس الثاني عشر للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي سيكمل المدة المتبقية على الدورة الانتخابية الحالية، البالغة 18 شهراً، المنافسة أصبحت محصورة بين ثلاثة مرشحين فقط، بعد أن أعلن الاتحاد السعودي بالأمس عن سحب ترشيح الدكتور حافظ المدلج، تنفيذاً لما أعلن خلال الأيام الماضية.

وخاصة بعد أن باءت محاولات التوافق العربي بالفشل، وأصبح لزاماً على مرشحي غرب آسيا، يوسف السركال مرشح الوطن، والشيخ سلمان بن إبراهيم مرشح الاتحاد البحريني، مواجهة بعضهما اليوم، وانتخاب أحدهما لشغل المنصب، الذي تولاه مؤقتاً خلال الأشهر الماضية الصيني جيلونغ، والذي كان قد ألمح إلى رغبته في الترشح، لكنه تراجع عند فتح باب الترشح.

وباستثناء انسحاب المدلج، يمكن التأكيد على أنه لا جديد في كوالالمبور، ولكن ربما يكون واروي ماكودي قد أعلن انسحابه هو الآخر، في وقت متأخر من يوم أمس، وربما يعلن ذلك قبل بدء الانتخابات اليوم، إذا تبين له أنه لا أمل من بقائه في السباق، ويقيني أن المنافسة كما أظهرت كل المؤشرات والدلائل القادمة من ماليزيا، سوف تجمع بين السركال والشيخ سلمان، ولا خلاف في أن احدهما هو الرئيس القادم، ولكن من؟، بالطبع نحن نأمل ونتمنى أن يكون يوسف السركال هو الرئيس، ليس بدافع العاطفة والانتماء فحسب، وإنما ثقة في قدرته على لم شمل القارة، والعمل على تطهير الممارسات الفاسدة التي سنها قادة سابقون، واقتلاعها من جذورها أصبح فرضاً على المسؤول القادم، ناهيك عن أهمية البرنامج الذي طرحه السركال عبر حملته، والذي لو قدر له تنفيذه، سيرفع من شأن الكرة الآسيوية عبر المستوى العالمي.

كل مرشح حرص خلال الساعات القليلة الماضية على مراجعة كل حساباته وإتمام ما عليه من واجبات تعينه على تحقيق الفوز، ولا أشك لحظة في أن كل مرشح لديه من المبررات والأسباب ما يؤكد له أنه الرئيس القادم، فالوعود لا ضوابط عليها، ومن الممكن لأي اتحاد التنصل مما وعد به دون حاجة إلى الجهر بذلك، وأعتقد أن المرشحين العربيين يعلمان ذلك جيداً، وكل منهما لديه شكوك في بعض الأصوات، مثلما لديه يقين دامغ بالنسبة للبعض الآخر، لهذا يصبح من الصعب ترجيح كفة أحدهما على الآخر، وهذا في حد ذاته يؤكد ضرورة عدم توقف المحاولات حتى اللحظة الأخيرة، التي ستسبق الأداء بالأصوات، ولا يجب أن تتوقف المساعي والاتصالات مع مختلف الأشخاص والهيئات المساندة، للتأكد من مواصلة مساندتها، والحصول على أصواتها، هكذا هي الانتخابات التي لا تحسم أمورها إلا في اللحظات الأخيرة.

لم يعد هناك ما نضيفه بشأن انتخابات رئاسة اتحاد الكرة في أكبر قارات العالم، فقد رفعت الأقلام وامتلأت الصحف، ولكن بقي شيء واحد أجد من واجبي التوقف عنده، وهو عدم ممانعة ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، من قيام الشيخ أحمد الفهد بصفته الأولمبية، بدعم أحد المرشحين لرئاسة الاتحاد الآسيوي، هذا رأيه، وهو حر فيه، ونحن أحرار في قبوله أو رفضه، ولكن سؤالي إلى بلاتيني، إذا رشحت نفسك للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الدولي، وفوجئت برئيس اللجنة الأولمبية الدولية يساند خصمك في الانتخابات علناً، وبصفته هذه، هل ستقبل ذلك، أم تعتبره مخالفاً للأعراف والمواثيق التي تفرض عليه الحياد؟. ليتك تجيب.!

Email