الانسحاب حفظاً لماء الوجه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد متبقياً سوى بضع ساعات على انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والجديد الذي وصلنا من العاصمة الماليزية كوالالمبور، ويستحق الإشارة إليه، هو إعلان المرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج، وبشكل واضح، سحب ترشحه، والذي ينتظر أن يعلن اليوم، مع فشل آخر المحاولات لإحداث التوافق العربي والاتفاق على مرشح واحد، ووقوف الجميع خلفه، إلى جانب دخول حملة بعض المرشحين مرحلة التشويش والضرب تحت الحزام، ولكن بصورة وطريقة لا أعتقد أنها ستكون مؤثرة، لافتقادها إلى أي أسانيد، منها على سبيل المثال، ما أشيع حول عدم قانونية ترشح يوسف السركال لمنصب الرئيس، وهو ما نفي بشكل قاطع، وتم تصنيفه ضمن دائرة التشويش غير المجدي.

ويمكن التأكيد على أن الأوضاع الخاصة بالمرشحين الثلاثة الآخرين غامضة تماماً، ولا يمكن الجزم بأفضلية مرشح على الآخر، لافتقادنا إلى المعلومات والأرقام عن المؤيدين لكل مرشح، وحجم الأصوات المضمونة لكل منهم على وجه الدقة، بما فيهم مرشحنا، يوسف السركال، فكل ما يتوفر لنا حتى الآن مجرد تلميحات وإشارات، وبعض العبارات عن ثقة كل مرشح في الفوز، وأن فرصته هي الأفضل، وما لديه من أصوات كفيل بمنحه الأفضلية والفوز، لكن، كما أشرت، كل هذا من دون أرقام حقيقية أو معلومات حقيقية، وبالتالي، فإن الصورة لا تخرج عن دائرة الأماني، سواء بالنسبة لنا أو لغيرنا، أما المرشحون للمنصب، فالمؤكد أن كل منهم لديه حساباته، ويعلم بدقة حجم ما لديه من أصوات من أصل 46 صوتاً، تمثل الاتحادات الأهلية الأعضاء في الاتحاد الآسيوي، ويدرك على وجه اليقين إن كان لديه أمل أم لا.

من واقع القراءات المتوفرة للمشهد، أعتقد أن الانتخابات سوف تنحصر بين اثنين فقط، مرشحنا يوسف السركال، والمرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، الذي أصر على عدم الدخول في أي مواءمات واستمرار ترشحه للمنصب، وهذا ليس له إلا أحد أمرين، إما أنه لديه من الأصوات والتأكيدات من داعميه على أفضلية موقفه وعظم فرصته في الفوز بالمنصب، وإما أنه يلعب على الوتر النفسي، بحيث يشكل ضغطاً على السركال قد يدفعه إلى الانسحاب من السباق على المنصب، ولو كان هذا ما يفكر فيه، سيكون واهماً، فالسركال لن يترك الميدان، وتأكيداته لكل وسائل الإعلام منذ اللحظة التي أعلن فيها رسمياً ترشحه للمنصب، ثقته في أنه الرئيس القادم للاتحاد الآسيوي، ولا أعتقد أن مثل هذه التصريحات تأتي من فراغ.

أما المرشح التايلاندي، وراوي ماكودي، الذي فضل أن يطلق على نفسه مرشح الفقراء، فتواريه عن المشهد، الذي فسره البعض تعبيراً عن ثقته في الفوز، لا نراه إلا إحساس بضعف موقفه، في ضوء الاتهامات المالية التي وجهت إليه، والأرجح أنه سيعلن انسحابه من دائرة الترشح، وربما يحدث هذا اليوم أو غداً، ورغم أن الانتخابات، المحدد لها يوم بعد غد الخميس، ستحدث للمرة الأولى بعد فوز جميع الرؤساء التسعة السابقين بالتزكية، إلا أنني لن أندهش إن تبقى من المرشحين الأربعة واحد فقط يوم الخميس، يتم انتخابه رئيساً بالتزكية أيضاً، هذه أمور حدثت في انتخابات مماثلة من قبل، حيث يفضل المرشحون الانتظار حتى آخر لحظة، وعند تأكدهم من ضعف فرصهم، يفضلون إعلان الانسحاب على الخسارة، حفظاً لماء الوجه. إن غداً لناظره لقريب.

Email