.. وبدأ «حلم الأجيال»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتسبت الإمارات على مدى السنوات الماضية العديد من الخبرات وخاصة في مجال تنظيم الأحداث الرياضية، حتى إن براعة التنظيم باتت من المظاهر المعتادة في كل حدث رياضي، وهذا ما لمسته خلال حضور مراسم الاحتفال بنهائيات الدورة الأولى للأولمبياد المدرسي، الذي تضافرت في تنفيذه جهود العديد من الهيئات والمؤسسات الرياضية، وقد جمعهم هدف تحقيق النجاح لهذا الحدث الوليد، لما يمثله من أهمية لمستقبل الرياضة في الدولة، وما يعنيه من بناء حقيقي للرياضي يتناسب وقاعدة الهرم، القائمة على وضع الأساس المتين الذي يضمن البناء الصحيح والوصول الأفضل والأقوى إلى القمة، لذلك فقد وجدت في أبريت الحفل "حلم الأجيال" أفضل تعبير عما يتمناه كل معني بهذا الأولمبياد.

الروح التي لمستها من المشاركين في تنظيم الأولمبياد المدرسي وجميع المعنيين به، أظهرت حجم الإحساس بأهمية هذا الحدث ومدى الحرص على تحقيق النجاح له.

 إنه الحلم الذي راودنا جميعاً، ولا أعتقد أن هناك من لم يشعر بأهمية الرياضة في المدارس، وضرورة أن تأخذ نصيبها من الدعم والاهتمام والتركيز من كافة المسؤولين وعلى كافة المستويات، فعلى مدى سنوات عديدة مضت لم أر مسؤولاً إلا وتحدث عن ضرورة تفعيل الرياضة التنافسية في المدارس، ووضع البرامج الدائمة لها والاهتمام بتوفير المنشآت الخاصة بها، والتي تعينها على تنفيذ برامجها دون أية عراقيل، ولكن لم أر على مدى هذه السنوات الإرادة الكافية لتحويل هذه التصريحات والمشاعر إلى حقيقة ملموسة على الأرض.

وكلمة حق لا بد من تسجيلها، منذ أن تولى معالي حميد القطامي مسؤولية وزارة التربية والتعليم، لمست تغيراً جوهرياً في النظرة إلى الرياضة واهتماماً غير مسبوق بتفعيل أنشطتها، في دلالة واضحة على إحساس هذا الرجل بأهمية الرياضة في خلق أجيال سليمة ذهنياً وبدنياً، ولصدق أهدافه وجد الإرادة الصادقة الداعمة لفكره وتوجهه، فوجد الدعم من اللجنة الأولمبية الوطنية، وعلى رأسها سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، والمساندة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، والتفاعل من وزارة الصحة والعديد من الهيئات الحكومية والوطنية الأخرى، وكانت إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالمشروع وأهميته وأثره الإيجابي على أجيال المستقبل، هي قوة الدفع الحقيقية لوضع هذا المشروع على الطريق الصحيح، وأن يحظى بكل هذا الدعم والاهتمام.

وكان لمشاركة الشيخ أحمد بن حشر الأثر الكبير في احتفالات الأمس، فأحمد بن حشر بات رمزاً كبيراً للرياضة الأولمبية في دولة الإمارات، وسيكون له آثار كبيرة ممتدة لسنوات عديدة لا حصر لها في المستقبل، ربما كثيرون منا لا يقدرون بعد هذه الحقيقة، لكن لو نظرنا إلى ما صنعه ويصنعه الأبطال الأولمبيون السابقون لدولهم حالياً، لأيقنا قيمة أن يكون بيننا بطل أولمبي ذهبي بقدر أحمد بن حشر، أثبت للعالم نجوميته كرامٍ، وبرهن على براعته كمدربٍ، وبالتالي فإن مشاركته في الاحتفالات تضيف لها قيمة وتؤكد أهمية الحدث، الذي لن نرى آثاره الآن ولكن ربما بعد 4 أو 5 سنوات، عندما تستشعر المدارس قيمته الحقيقية وأهمية الفوز بميدالياته، عندها سوف تمنحه ما يستحق من اهتمام وإعداد، وسنرى في الاندية والمنتخبات نجوماً وأبطالاً صنعتهم الرياضة في المدارس.

Email