تجاوزت الحدود يا زينغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

من حق إدارة أي ناد الدفاع عن حقوق ناديها ومن حق أي مدرب الدفاع عن حقوق فريقه، بل ومن واجبهما أداء هذه المهمة وإلا اتهموا بالتقصير، ولكن هل ما شهدناه في استاد آل مكتوم بنادي النصر يوم أول من أمس، من جانب المدرب الكبير وصاحب الخبرات الطويلة، الإيطالي زينغا، يمكن إدراجه تحت بند الدفاع عن حقوق الفريق؟ للأسف هذا ما قاله زينغا في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، والأدهى من ذلك أنه اتهم إدارة شركة كرة القدم في النادي بالصمت عن أخطاء الحكام وعدم الدفاع عن الفريق، الأمر الذي فرض عليه حتمية التحرك دفاعاً عنه.

أما ما حدث في الملعب من جانبه من تجاوز غير مقبول، ومحاولته الاعتداء على حكم المباراة، محمد عبدالكريم، على مرأى ومسمع كل الحضور في الملعب وأمام شاشات التلفزيون، في مشهد بكل اللغات مرفوض، وعدم استجابته السريعة لكل محاولات إبعاده وتهدئته، في صورة مخزية، فكل هذا لم يكن له أي اعتبار عنده، ولم يعتذر عنه، وإنما اكتفى بالقول "من حق الحكم طردي من الملعب، ولكن من حقي أيضاً الدفاع عن فريقي".

هل هذه هي طريقة الدفاع عن الحقوق التي تعلمتها خلال سنوات عمرك الماضية، سواء التي كنت فيها لاعباً أو مدرباً؟ هل تأكدت من أن هذه الطريقة، التي لا نقبلها هنا في مجتمع الإمارات، ساعدتك من قبل على الحصول على كامل حقوقك وحقوق كل من كنت مسؤولاً عنهم؟ وهل هذا الأسلوب مقبول في المجتمع الإيطالي، الكروي والإنساني، ولا يقابل بأي رفض مجتمعي أو رسمي وقانوني؟

ما حدث من زينغا، مرفوض قولاً واحداً، للأسف لم يكن الوحيد في المباراة ولا الأول في مسيرته معنا، فقد دأب على مثل هذه التصرفات الخارجة عن كل الأعراف والتقاليد والتي أرى في تماديه فيها إساءة كبيرة لمجتمعنا ودعوة غير مباشرة لكل مشاهديه بتقليده، طالما أنه الفائز في النهاية ويحصل على ما يريد دون إي عقوبة.

كم كان مسيئاً المشهد وهو يقذف بزجاجة الماء بكل غل وانفعال عندما سجل كواريزما هدف التعادل للأهلي، وكم كان مقيتاً وهو يصرخ في وجه طبيب النادي "الشيبة"، لتصرفه المحترم والقانوني، ورفضه اقتحام الملعب وإسعاف موريموتو الواقع على الأرض، قبل حصوله على إشارة من الحكم. نحن نشاهد ونرقب، نقيم ونحكم، نشيد ونشجب، وما حدث منك يا زينغا هذه المرة مرفوض.. مرفوض.. مرفوض.

الدراما الفجة التي قدمها زينغا على مسرح الملعب، لم تكن اعتراضاً على قرار الحكم، ولكن غضباً من دخول الكرة الشباك وتسجيلها هدف الخسارة، مثلما حدث مع هدف كواريزما، والدليل مشهد رد فعل زينغا على قرار الحكم عند احتساب "الفاول".

قد نتفق أو نختلف على قرار الحكم بشأن دفعة مسكارا لخيمنيز، لكن لن نختلف في حدوث خطأ وتراخٍ من دفاع وحارس مرمى النصر في التعامل مع تسديدة خيمنيز، والتي رغم أنها جاءت من زاوية ضيقة إلا أنها أخذت طريقها إلى داخل المرمى دون مقاومة، فلماذا لم يتحدث زينغا عن هذا الخطأ. النصر ناد عريق جداً بل هو عميد أنديتنا، ولا نقبل من أحد أن يسيء إليه أو إلى رياضتنا.

زينغا أرتكب جرماً، ولأنه تجاوز الحدود، يجب أن يحاسب عليه ويدفع الثمن حتى لا يتكرر من غيره.

Email