نحزن.. ولكن لن نبكي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطر التفاؤل على أغلبنا في بداية مشاركتنا في دوري أبطال آسيا، ربما نسبة للتطور الملحوظ في مستوى أداء غالبية أنديتنا، وربما للبداية الموفقة من النصر والشباب وتحويلهما نصفي المقعدين إلى مقعدين كاملين ويرتفع عدد انديتنا في المسابقة إلى أربعة، رغم أنف قرار لجنة المحترفين بالاتحاد الآسيوي التي قلصت حصة الإمارات في المشاركة، وربما أيضا لأننا تفاءلنا كثيرا بكون الزعيم العيناوي أحد أنديتنا المشاركة، لما يتمتع به الفريق من إمكانيات وخبرات كفيلة ببث الطمأنينة في نفس أي مشجع وأي محب لبلده، ولكن رغم هذا فقد انتهت مشاركتنا إلى نفس المصير الذي جاءت عليه أول مشاركة في عصر الاحتراف، آمال كالسراب وخروج مبكر مؤكد سيكون له تأثيره في البطولة القادمة، حتى ولو كان يوسف السركال هو من يجلس على كرسي الرئاسة في الاتحاد الآسيوي.

قبل أيام أكدت في هذا المكان بأنني لن ألوم أحداً من فرق أنديتنا الأربعة، لا على النتائج ولا على المستوى، لإيماني بالحكمة التي تقول "فاقد الشيء لا يعطيه"، ولابد وأن نتحلى بالشجاعة ونؤكد أن فرقنا باختلاف إمكانياتها فاقدة الأشياء التي تعينها على المنافسة على لقب الأندية الآسيوية بوضعها الحالي، بالطبع الأشياء التي أقصدها هنا ليست الإمكانيات المادية، لأننا لدينا فيها وفرة، وإنما ما أعنيه هو الدعم الإداري والمعنوي ممن هم خارج منظومة الأندية نفسها.

حيث أشعر بأن هناك انفصالاً تاماً بين الهيئات المنظمة للمسابقات المحلية، وبين الأندية الممثلة للدولة في المشاركات الدولية، وكأن كل طرف منهما يتبع دولة غير الاخرى والمصلحة ليست واحدة، يؤسفني قول هذا لكنها الحقيقة التي يعلمها الجميع، ورغم الاتفاق على رفضها إلا أنه لا تحدث أي مراعاة لها في الموسم التالي.

المثل الواقعي الذي سأطرحه الآن هو صورة مكررة لما حدث أكثر من مرة، ويعكس حجم الضرر والألم الذي تشعر به فرقنا الخمسة مع كل جولة مشاركة دولية، ومع ذلك نطالبها بألا تتأوه، كيف؟ هل من المنطق لفرق مطلوب منها المنافسة على بطولات دولية أن تخوض 4 مباريات في غضون 10 أو 11 يوماً؟ هذا يحدث عندنا والمثل الحي نسوقه من مشاركة فريق العين، فقد لعب الخميس الماضي (18 أبريل) مع دبي في الدوري، وقابل الهلال السعودي الثلاثاء بدوري أبطال آسيا، وسيلاقي الشعب السبت بالقادم (27 أبريل) بالدوري، ويقابل الاستقلال الإيراني الأربعاء بآسيا، وهذا ما حدث في الجولات الماضية، فكيف نطالبه وغيره من الفرق بالمنافسة على الألقاب في ظل هذا الضغط وما قد يسفر عنه من إصابات وتوتر عصبي يسفر عن غياب لاعبين مؤثرين؟

هذا مجرد مثال، لكن ما تواجهه فرقنا من صعوبات أكبر وأكثر، ويتطلب مشاركة حقيقية من اتحاد كرة القدم ولجنة دوري المحترفين، وتهيئة كل السبل أمام فرقنا لعكس الصورة الحقيقية لما وصلت إليه كرتنا من مستوى، هذا واجبنا جميعا وإلا ما قيمة ما نبذله من جهود لتطوير المستوى إن لم نكن قادرين على إظهار تطورنا أمام الآخرين؟ أعيد وأذكر بما سبق طرحه بشأن ضرورة تغيير أسلوب العمل في المواسم القادمة، يجب وضع برامج المسابقات بما يحقق الصالح العام للعبة والفرق، وبما لا يتعارض والمشاركات الخارجية، سواء كانت للمنتخبات أو الأندية، لذلك إذا كنا نحزن لوداع فرقنا إلا أننا لن نبكي لثقتنا في أنفسنا وإيماننا بقدرتنا على التغيير.

Email