طريق السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من الاختلاف الكبير في لغات الشعوب، والصعوبة البالغة التي يمكن أن نواجهها عند تعلم بعضها، إلا أن هناك لغات اخرى استطاعت كل شعوب الكرة الأرضية التحدث بها مهما اختلف شكل ولون المتكلمين بها، لهذا نجحت هذه اللغات في توحيد الشعوب وجمعهم في منافسات، تبدو في ظاهرها ضارية، لكنها مختلفة في جوهرها، وفي نهايتها يخرج الجميع وهم احباء وفي الغالب تجمعهم الصداقات ومنها وطيدة جدا، صحيح هي لغات قليلة ولكن تأثيرها عميق ومهم، إنها الرياضة والفن، يمكننا جميعا متابعة كل الاحداث الرياضية باختلاف أنواعها وأشكالها والاستمتاع بها حتى وإن كنا لا نفهمها، والحال نفسه بالنسبة لمختلف الفنون حتى ولو كانت أفلاما سينمائية يمكننا متابعتها وفهمها والتفاعل معها حتى وإن كنا لا نعرف لغة الحديث فيها، من هنا يحرص العالم على الاستفادة منهما في دعم ونشر وإفشاء روح السلام في الكرة الأرضية.

ولأن دولة الإمارات اهتمت منذ نشأتها بدعم السلام وجعله منهجا في كل علاقاتها، فقد كانت حريصة على أن تكون أول من يستضيف وينظم ملتقى الرياضة والسلام في منطقة الشرق الأوسط، الذي انطلق بالأمس ويسدل الستار عليه اليوم، لقد تعرف كل من حرص على حضوره على تجارب ونماذج مهمة من خلال مجموعة من الشخصيات والقيادات ونجوم الرياضة، وعلى دور أهم يمكن أن تلعبه الرياضة، بما لديها من قدرات وتأثير، في تغيير حياة الناس والشعوب، ومساعدتهم والأخذ بأيديهم إلى الأفضل، الأولون قالوا الرياضة أخلاق، والواقع وما نعيشه من أحداث رياضية كبيرة في كل يوم أكد هذه الحقيقة، ويكفي أن ننظر إلى الموقع الذي اختير مسرحا لأحداث أولمبياد لندن، كيف كان نقطة صداع وقلق دائم في رأس الحكومات المتعاقبة، وكيف أصبح بفضل الرياضة؟

شكرا للمسؤولين في مجلس دبي الرياضي على هذه المبادرات الرائعة، واهتمامه بتنظيم كل ما من شأنه تحقيق إضافة حقيقية لساحتنا الرياضية، أعلم أن هذه ليست المرة الأولى التي أشيد فيها بأسلوب أداء مجلس دبي، واشعر أحيانا بأن شهادتي باتت مجروحة من كثرة تكرارها، لكنها الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها.

كما أنه حق لاصحابه وواجب علينا، لقد غير مجلس دبي من مفاهيم عمل الهيئات الرياضية، واستطاع بحق ان ينقلنا من دائرة العمل التقليدي إلى الأسلوب العصري في النهوض بالعمل الرياضي، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس، أعطى أعضاء اللجنة المنظمة ما يستحقون من إشادة وشكر على جهودهم في هذا العمل، واسمح لي يا طويل العمر أن اضيف لتقديرك الكبير وضعهم ضمن منظومة سفراء الرياضة من أجل السلام، فما قدموه من عمل لا يقل أهمية عما قدمه هؤلاء السفراء.

نتمنى في ختام الملتقى اليوم أن تعم مكاسبه على كل شعوب ودول منطقة الشرق الأسط التي تغوص الكثير من دولها في مشاكل بلا معنى وبلا فائدة، وتحتاج بحق إلى رسول سلام، ولعلهم من خلال ملتقى دبي يكونون قد تعرفوا على خير رسول للسلام في دولنا التي تئن ولا تنام، إنها الرياضة يا سادة يا كرام، أرجوكم اسلكوا طريق الرياضة الشريفة الحقة وافشوا السلام.

Email