تفوق الزعيم رسالة للآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا نجح العين في الاحتفاظ بلقب دوري اتصالات للمحترفين للعام الثاني على التوالي؟ وكيف أكد زعامته الجديرة لأندية الإمارات، كونه الفريق الوحيد الذي فاز بلقب الدوري 11 مرة؟ اكتفي بالإشارة إلى هذا الإنجاز دون غيره من الإنجازات الكثيرة والمتعددة التي حققها العين على مختلف الصعد، لما يحتويه من دلالات لما أعنيه، فالإنجاز لم يتحقق بضربة حظ ولا خبط عشواء، وقد ثبت ولا يزال هناك مشوار طويل على نهاية الدوري قوامه أربع جولات نقاطها كفيلة بتغيير مصير ومستقبل الكثير من الفرق، وعندما نربط بين الفوز بلقب الموسمين وما تعرض له الفريق من وضع غير مفهوم ومصير غامض في الموسم الذي سبقهما، فسوف يضاف إلى علامة الاستفهام هذه أكثر من لماذا وكيف وأكثر من علامة تعجب.

الاحتراف ليس فرق ومنافسات وحسب، وإنما هو منظومة متكاملة نجاحها يأتي أولاً من خارج المستطيل الأخضر، فهي تحتاج إلى إدارة واعية ورشيدة، لديها أهداف وقادرة على وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات الكفيلة بتحقيقها، مع قدرتها على التعامل مع الطوارئ والأزمات باختلاف درجاتها بما لا يعيق برامجها، ولأن العين صاحب خبرات قديمة مع الاحتراف، وإدارته العليا صاحبة رؤية واسعة وتجارب عميقة فعندما استشعرت الخطر وحددت مركزه قبل موسمين أحدثت التغيير الإداري الذي أعاد التوازن والاستقرار من جديد، لهذا عندما يتمتع نادي بإدارة عليا وإدارة كروية بهذه الخبرات والقدرات فلابد وان ينعكس ذلك إيجابياً على طبيعة الأداء في المستطيل الأخضر، وأن يصبح من الطبيعي ألا نرى العين وقد انهار بخسارته الثقيلة من الأهلي، أو يغرق في دوامة المشكلات بالخسارة من دبا القابع بالمؤخرة، أو يتخلى عنه جمهوره عندما يحتاجه.

هذا التفوق العيناوي المقرون بأداء إداري منتج خارج الملعب ومتعة حقيقية من الفريق داخل الملعب ومساندة جماهيرية إيجابية من المدرجات، يمثل رسالة مهمة لجميع أنديتنا، مع كل الاحترام والتقدير لما تقوم به وتقدمه من جهود لإثبات وجودها، يجب الاستفادة من التجارب الناجحة وليس استنساخها، فأنا على يقين من أن معظم أنديتنا لا يمكن أن تتمتع بالإمكانيات نفسها المتوفرة لنادي العين، ولكن هناك أمور أخرى يمكن الاستفادة منها، مثل فن التعامل الإداري، وكيفية فصل اللاعبين عن الإدارة، والبرامج الأمثل لمساندة الفرق ومواجهة الأزمات، وآلية التعامل المالي مع اللاعبين، وغيرها من الأمور، نحن لا نتحدث عن مجرد ناد فاز ببطولة، وإنما عن صرح لديه جذور وصاحب رصيد عامر من الإنجازات وراءه قصة نجاح تستحق التأمل.

ننتظر الآن من العين إدارة ولاعبين استثمار هذا التفوق، الذي تحقق في وقت مناسب لظروف مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا، فبعد أن أطمأن للقب عليه التركيز في مهمته الآسيوية بما يضمن إعانته على تحقيق ما ننتظره منه ونتمناه له.

أمام الفريق جولتان فقط في الدور الأول، القادمة منهما مصيرية مع الهلال السعودي في عقر داره، نعلم أنه لم يسبق للعين أن فاز عليه في ملعبه، ولكن لديه الآن الدافع والحافز لكسر هذه القاعدة والعودة مرفوع الرأس، مستفيداً من نشوة الإنجاز وقيمة روح الفريق والأداء الجماعي، كونهما قيمة مضافة لم يكن لهما وجود في المرات السابقة.

أملنا في نجوم العين كبير، وثقتنا في قدرتكم على مواصلة المشوار الآسيوي بلا حدود، ويقننا أنكم لن تخذلونا.

Email