الحلول واجب على الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن توابع زاوية "للإنصاف.. لن نلوم أحداً" لن تتوقف، صحيح أنها تأخذنا في كل مرة إلى أرض جديدة من أراضي ساحتنا الرياضية، لكن المهم أن تأتي بفائدة وتطرح ما يمكن أن يقلل من السلبيات.

في البداية كان التعقيب من أحد الأصدقاء، وهو مسؤول كبير بأحد الاتحادات الرياضية، ولأهمية كلامه ناشدت معالي الشيخ نهيان بن مبارك ضرورة التغيير، باعتباره المسؤول الأول عن الهيئة العامة للشباب والرياضة، ثم جاء تعقيب آخر من الأخ سعيد الشارد وطرح وجهة نظر منطقية، أكد من خلالها أن الإنجازات الرياضية لا تأتي بالمال وحده، وإنما تحتاج في البداية إلى بشر ذي سمات خاصة، وضرب على ذلك أمثلة كثيرة، لكن هذا الرأي أثار من جديد حفيظة صديقي المسؤول، واتصل بالأمس تارة مشيداً وأخرى معقباً، وأنا سعيد بهذا السجال الذي من المؤكد أنه سيسهم في تكملة أي فراغ يمكن أن يراه أو يحسه أحد في المشهد العام.

صديقي المسؤول خاطب صديقي الثاني وقال: المال هام جدا، فعند إقامة الدورات الرياضية نحتاج إلى المال وليس "الفهلوة"، وعند مشاركتنا في أي بطولة أو إعداد أي فريق أو إجراء اي عملية تطوير، نحتاج إلى المال ولا شيء غيره، وكذلك عند شراء الفيتامينات للاعبين نحتاج ايضا للفلوس، وقس على ذلك حجز الغرف في الفنادق وشراء المياه والمرطبات أثناء التدريبات والوجبات الغذائية بعدها، و..و..و..و، ففي كل هذه الأمور نحتاج إلى المال وليس غيره.

أما الوقوف على منصات التتويج فيحتاج إلى العمل والجهد والتخطيط والمتابعة والتواجد والإيثار والولاء وحب الوطن والدعم، ولكن قبل كل هذا وذاك وبعده وخلاله، نحتاج دائما إلى شيء ألخصه في كلمة صغيرة مكونة من أربعة أحرف وهي "فلوس".

واختتم صديقي تعقيبه: "من قال يا عزيزي إن المشكلة مالية وحسب؟، نحن نقول إن فكر إنسان الإمارات موجود، والهرم تم عدله، والآن فقط جاء دور المال، وسامحني إن كنت أخطأت". تقديري الخاص أنه لم يخطئ أحد، فكلها اجتهادات.

 مسؤول يعيش واقعاً ويدرك حجم ما يعانيه، وما يواجهه من نقص كل يوم، ويرى أن الحل من خلال ما لديه من رؤية أوسع عبر علاقاته واتصالاته واطلاعه الخارجي، ومن واقع هذه المسؤولية يطرح القائم وما يجب أن يكون أمام أصحاب القرار لعلهم يستجيبون ويزيدون الهرم رسوخا، وآخر من الأبناء المخلصين محب لبلاده وحاول بكل صدق المساهمة، من خلال ما لديه من خبرات وثقافات في قراءة المشهد بمنظور لعله في الاختلاف يطرح وجهاً آخر للحلول.

الحلول ليست مقصورة على أصحاب المناصب والمسؤولين وحدهم، إنما هي واجب اجتماعي مفروض على الجميع، فكلاهما متطوعان لخدمة الصالح العام، واقع الحال يوفر المجال أمام المسؤول لرؤية الأمور على حقيقتها ومعرفة أدق التفاصيل مما يساعده على سرعة إيجاد الحلول، ولكن المتابع من الخارج ربما تكون لديه مطالعات وقراءات وإلمام بتجارب آخرين تعطيه مساحة كبيرة للتقييم ونماذج مختلفة لطرق الحلول، وطالما أن كليهما يجتهد ولا يبخل بأي جهد في سبيل قراءة المشهد وإيجاد الحلول، فنحن في مجتمع صحي، ومصلحته هي الشاغل الأكبر لأهله، ومن هنا علينا الاهتمام بكل الآراء ودراستها حتى نطبق في النهاية المفيد منها.

Email