حق الأهلي

كل واقعة تتعرض لها الساحة الرياضية، وخاصة في كرة القدم، تمثل درساً جديداً لصانعي اللوائح ومتخذي القرارات في اتحاداتنا الرياضية، وتعتبر واقعة الاعتداء على حكمنا محمد الجلاف واحدة من هذه الوقائع المهمة، التي كشفت حجم القصور في لوائحنا ومدى حاجتها للتحديث، ليس لمصلحة النادي الأهلي أو العين.

وإنما لمصلحة جميع الأندية والرياضة في الدولة. شخصياً، كنت سعيداً بإعلان النادي الأهلي عقب انتهاء اجتماع لجنة الانضباط وإعلان قراراتها مباشرة، عن نيته في رفع الأمر إلى لجنة الاستئناف، ليس لقناعتي في وقوع ظلم عليه، فهذا أمر لا يخصني، وإنما يمسه هو، ولكن لإعلاء ثقافة التقاضي الرياضي، واهتمام كل متضرر باتباع كل السبل القانونية التي تعطيه حقه، وتحافظ على حقوق الآخرين.

ومن دون هذه الإيجابية لن يكون بمقدورنا تعديل اللوائح بما يوفر المزيد من العدالة. أتفهم غضب النادي الأهلي لقسوة العقوبة، خاصة وأنها نتيجة لتصرف خارج عن إرادته، وأتفهم حتى اتهامه الإعلام بأنه ألحق به الضرر، في طريقة تناوله للحدث، وإن كنت لا أوافق عليه، ولكن أتمنى أن ينشغل هو، وجميع الأندية، بالبحث عن أفضل الأساليب لمواجهة مثل هذه الأحداث، التي لا نستبعد تكرارها، وعليهم التحضير من الآن لما يمكن طرحه على الجمعيات العمومية لتحقيق صالحهم.