للإنصاف ... لن نلوم أحداً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يوجد بيننا من هو راض عن أداء ونتائج فرقنا في دوري أبطال آسيا؟ هل من العقل والمنطق أن نحمل الفرق وحدها مسؤولية تعرضها لهذه المواقف الحرجة لها ولنا؟ هل المدربون معذورون عندما يعلنون جهرا اضطرارهم إلى التضحية بمسابقة على حساب الاخرى، حتى لا تضيع كل جهودهم هباء؟ هل يوجد بيننا من يتهم الأندية والفرق بالتقصير في أداء واجبها في هذه البطولة؟ هل نحن قادرون على المنافسة على البطولة والوصول إلى المباريات النهائية، لو أحدثنا أي تعديلات على الواقع الحالي؟ وهل المسؤولون عن وضع برنامج مباريات الدوري المحلي لا يمكن تحميلهم أي تبعات لهذه الصورة المحزنة لفرقنا؟ وفي النهاية هل نحن نتحدث عن وهم وسراب، أم هناك حقائق واضحة تحتاج إلى التغيير لكننا لا نملك الإرادة الكافية لتغييرها؟

هذه الأسئلة التي أكاد أجزم أن كلا منا، سواء كان إنسانا عاديا أو مسؤولا، بمقدوره الإجابة عليها بكل وضوح، فرضتها الصورة المتذبذبة لمشاركة فرقنا الأربعة في دوري أبطال آسيا، والواقع الغريب الذي نعيشه ويبدو وكأننا نعاني من فصام في الشخصية وغير قادرين على التعامل بوضوح وتصحيح الأخطاء المؤدية إلى هذه الحالة، التي أعتذر مسبقا عن وصفها بـ"المرضية"، فنحن نطالب الفرق بأن تظهر في أفضل صورة وأن تحقق الانتصارات وتنافس على البطولة، وفي ذات الوقت ندير لها ظهورنا عندما تطالب بحقها في البرنامج الذي يعينها على تحقيق هذه الأهداف، والأكثر من ذلك نضعها أمام واقع صعب وكأننا نتعمد تعريضها للأزمات، مع أن الحقيقة عكس ذلك.

اكتب هذه الكلمات متأثرا بنتيجة مباراتي العين والشباب أول من امس، وقبل إقامة لقاءي الجزيرة والنصر أمس، ومعرفة مصيرهما، واكثر ما آلمني هو هذا الشعور الحزين الذي أصاب الجميع، فالشباب تبددت احلامه في المجموعة الثانية، والعين صعبت مهمته في الرابعة رغم كل ما يتمتع به من إمكانيات فنية تؤهله لبلوغ القمة، وقد لمسناها خلال مباراته مع الريان التي كان فيها الأفضل والأكثر سيطرة، ولكن الحظ فضل خصمه في فرص التسجيل المتاحة، وربما يكون هذا تدبيرا إلهيا للوقوف عند هذه الحقائق ونجتهد من أجل تصحيحها، وهنا بالتحديد يلح علي سؤال مهم لا استطيع تجاوزه، عندما حددت مواعيد مباريات الجولة 14 المؤجلة من الدوري، ألم يكن واضعو البرنامج يعلمون أن العين بشكل خاص لديه مباراة هامة مع الريان يصعب أن يخوضها بعد مباراة، ربما لا أغالي إن قلت بأنها لا تقل وقد تزيد أهمية، في الدوري المحلي مع المنافس الأقوى الأهلي؟

تصريحات الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد رئيس مجلس إدارة العين رئيس البعثة، والمدرب الروماني كوزمين، التي اعقبت المباراة، حملت كلمات وعبارات في ظاهرها رصينة وكلها احترام وأدب، وفي باطنها تبدو وكأنها سيوف مسلولة وسهام غاضبة موجهة صوب كل من كان له دور في وضع الفريق في هذا الموقف الصعب، وأنا لا ألومهما بل أساندهما، فعلينا جميعا كل في موقعه، تحمل مسؤولياته والاجتهاد من أجل تهيئة المناخ المناسب لجميع الفرق لخوض المنافسات سواء كانت محلية او خارجية بأفضل صورة، وقبل حدوث ذلك وللإنصاف لا يحق لأي منا توجيه اللوم إلى أحد.

Email