قضية «الشاحن» ورأس الجلاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

موعدنا اليوم مع اجتماع لجنة الانضباط الخاص بقضية مباراة الأهلي والعين، والإصابة التي لحقت برأس حكمنا محمد الجلاف في الوقت بدل الضائع من المباراة وأدت إلى إلغائها، وقد اجتهدنا في "البيان الرياضي" كعادتنا في تقديم كل السيناريوهات المحتملة خلال الاجتماع تسهيلاً على القارئ في معايشة ما يمكن أن يدور داخل الجدران المغلقة، بعد أن قدمنا من قبل المواد الواردة في لائحة اللجنة والتي تغطي المساحة التي يمكن أن يأتي عليها حكمها، ورغم كل هذا، فنحن نؤكد على أنها مجرد اجتهادات قد لا تتفق مع القرارات النهائية لرجال قانون لديهم من الحجج والاسانيد ما يمكن أن يكون سببا لاتخاذ أحكام غير واردة بشكل مباشر في اللوائح، وهذا ما يمكن تسميته بروح القانون.

ولكن من روح ووحي هذه القضية، والتي نستبعدها تماما من طرحنا الآن، وجدنا أنفسنا أمام مجموعة من الاستنتاجات والاستفسارات والمشاهد والحقائق التي تفرض علينا ضرورة التوقف عندها وطرحها بكل وضوح وشفافية من أجل غد أفضل لجميع أطراف اللعبة، فمن غير المقبول الاكتفاء بالسير على ما ألفينا عليه لوائحنا التي وضعها آخرون في ظروف قد تختلف عن واقعنا الحالي.

لقد جرت عادة اللوائح على تحميل الأندية المستضيفة مسؤولية وتبعية كل ما يحدث على أرضها، وخاصة المشاكل وحالات الشغب بمختلف أشكالها، ربما كانت هذه الأمور مقبولة في عصر الهواية، ولكن هل من المنطق أن تظل على نفس النهج مع الانتقال إلى الاحتراف وتعاظم الأعباء والمسؤوليات، بل وانتقال مسؤولية بعض المهام داخل الملاعب إلى أشخاص ولجان لا يتبعون الأندية المضيفة نفسها؟ هل من المنطقي أن يخطئ واحد من الجمهور أياً كان سنه وميوله ودرجة ثقافته ووعيه، ويكون النادي المضيف مسؤولاً ومتحملاً لتبعات هذا الخطأ؟

جميعنا ندين وبشدة ما حدث في ملعب الأهلي وما أقدم عليه هذا المشجع المجهول من تصرف أرعن وأهوج أدخلنا في هذا النفق المظلم، ونتمنى الامساك به وتقديمه للعدالة ليكون عبرة لنا جميعاً، لكن هل من المنطقي أن يكون النادي وحده من يدفع ثمن هذا التصرف، وهو ثمن غالٍ وفقاً للوائح، لهذا أعود وأكرر ما سبق أن طالبت به في عديد المناسبات كلما أطلت علينا مشكلة كانت بنود اللوائح أضعف ما فيها، لابد من إخضاع جميع لوائح اتحاد كرة القدم ولجنة المحترفين إلى إعادة النظر وادخال التعديل عليها بما يتناسب وما نعيشه من واقع جديد، لم يكن له وجود عندما وضعت اللوائح الحالية، ولابد وأن يكون من يتولى هذه المهمة من رجال القانون المعايشين للرياضة وأصحاب خبرات سابقة.

وأخيراً لا يجب أن يغضب أحد من مسلك الأهلي القانوني حاليا في قضية "الشاحن" ورأس الجلاف، وسعي إدارته للدفاع عن حقوقه، فهذا واجبها الذي فعله من قبل الشباب وغيرهما من الأندية، هذه ثقافة قانونية مطلوبة وعلينا صقل خبراتنا فيها لمواكبة المتغيرات حولنا، وعلى الجماهير الاهتمام بهذه الأمور ومحاولة تثقيف نفسها كي تحسن التعامل مع مختلف المواقف، وتنأى بنفسها عن التصرفات التي لا تليق بمجتمع متحضر مثل مجتمع دولة الإمارات، فلا نقبل تكرار هذا المشهد الاستفزازي الذي دعا مراقب المباراة إلى تقديم شكوى إلى لجنة الانضباط ضد النادي الأهلي، أرجوكم ارحموا أنديتكم.

Email