السركال على الطريق الصحيح

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف المؤتمر الصحفي الذي عقده يوسف السركال صباح أمس لإطلاق حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عن مواجهته للكثير من التحديات ليس فقط من منافسيه على منصب الرئاسة، ولكن من أطراف أخرى كثيرة، يؤسفنا أنه يقف خلفها شخص كان يفترض فيه أن يكون حياديا، على الأقل في هذه الانتخابات، مع وجود ثلاثة من المرشحين المنتمين إلى غرب القارة وبالتحديد من دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي كان يفرض عليه التزام الصمت والحفاظ على مسافة واحدة بينه وبينهم، وليس الانحياز التام لمرشح على حساب الاثنين الآخرين، وأنا أقصد هنا الشيخ أحمد الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي خرج عن كل الأعراف والتقاليد، وبصورة هناك شبه اتفاق على أن نهايتها الفشل.

من حق الشيخ أحمد الفهد أن يناصر ويؤيد إنسانيا أي شخص من المرشحين، لكن أن يحول الأمر إلى عمل مؤسسي ويسخر إمكانيات المجلس الأولمبي الآسيوي والعاملين فيه لدعم مرشحه في الانتخابات، فهذا امر لا يليق برجل في مكانة الشيخ أحمد بكل ثقله وخبراته التي اكتسبها على مدى سنوات طويلة، وقد آلمني كثيرا ما أعلن في المؤتمر بشأن قيام المجلس بحجز مجموعة كبيرة من الفنادق في ماليزيا من الآن لموظفيه الذين كلفوا بعمل حملة كبيرة للمرشح الذي يناصره، وهو الشيخ سلمان بن إبراهيم من البحرين، اعتقد أنه بمقدور يوسف السركال استثمار هذه الخطوة لصالحه بتكثيف الحديث عن الجانب السلبي فيها، وضرورة عدم انجراف هيئة بحجم المجلس الأولمبي الآسيوي في أمور من هذا القبيل، باعتبارها هيئة أولمبية تمثل كل دول آسيا ولا تخص رئيسها وحده.

يبدو أن الشيخ أحمد الفهد قد جانبه الصواب في تقدير قيامه وجهره بمثل هذه الخطوة، ولم ينتبه إلى أنها تسحب الكثير من رصيده، الذي هو أكثر من يحتاج إليه في الانتخابات القادمة، ولكنه ربما يفاجأ وقتها بأن قلة من سيقفون إلى جواره وسيكتشف أن اصدقاء الأمس قد تخلوا عنه، ولعل ما نشرناه قبل ثلاثة أيام بشأن مولد تكتل للإطاحة به من على رأس المجلس الآسيوي، خير دليل على ذلك، بعد أن زادت أخطاؤه وتجاوزت حدود المسموح، وانتقلت إلى مربع الغير مسموح، لكنه منغمس ومنجرف وراء أوهام وسراب لن يدركه ابدا، ولا يرى الحقيقة بوضوح.

يوسف السركال كان رائعا وهو يؤكد بثقة ووضوح إيمانه بقدرته على تجاوز كل هذه التحديات، ويقينه من عظم فرصته في الفوز وتنفيذ برنامجه الرامي إلى توحيد كرة القدم الآسيوية، بعد أن سعى البعض سواء بقصد أو دون قصد إلى تفريقها، وأرى أن برنامجه القائم على ستة محاور عملية كفيل بدعم مساعيه، التي كنت اتمنى أن تبدأ ملامحها من هنا بالقوة التي توقعتها، ولكنها لم تحدث، كنت اعتقد انني سأجد في المؤتمر كل القيادات الرياضية وجميع أعضاء لجنة دعم السركال في الانتخابات بعد اجتماعها أول من أمس، لكن من تواجدوا اقل مما توقعت، وبصرف النظر إن كانت اللجنة دعتهم أم لا فالواجب كان يفرض عليهم الحضور باعتبارهم اصحاب بيت، وعزائي الوحيد يقيني من صدق نواياهم وأملهم جميعا بأن ينجح السركال ويقود كرة آسيا إلى مرحلة جديدة أكثر نهوضا في مسيرتها.

 

Email