سلم نفسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

النهاية المؤسفة التي جاءت عليها مباراة الأهلي والعين في ختام الأسبوع 14 المؤجل من دوري اتصالات، فرضت نفسها على الأحاديث في كل المجالس وكل شيء في الساحة الرياضية، خاصة وقد حظيت بمتابعة كبيرة وخاصة على شاشات التلفزيون؛ انتظاراً لما ستسفر عنه من تأثير في شكل المنافسة على اللقب والاستراتيجية التي أعلن عنها الأهلي من أجل بلوغ القمة والفوز باللقب.

فكل هذا انتهى في لحظة ضعف وقع فيها متفرج يفترض فيه أنه محب لفريقه، لكنه تحول بسوء تصرفه إلى وبال على ناديه، وضعه وفريقه في موقف حرج جداً قد تكون خسارته فادحة، فهل يدرك هذا المشجع حجم سوء ما فعل؟، وأنه بهذا الخطأ الفردي ستكون نتيجته مؤثرة في قطاع واسع داخل ناديه.

من المنتظر أن تناقش لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم اليوم تقرير كل من حكم المباراة ومراقبها، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه النهاية المؤسفة، وتكييف الأمر قانونياً بما يتفق ولائحة العقوبات، ويضمن إعمال مبدأ العدالة تجاه كل الأطراف، وقد حاولنا من جانبنا كإعلام الاجتهاد بحثاً عن احتمالات القرار، لكنها في النهاية اجتهادات قد يأتي القرار مغايراً لها، ربما لوجود معلومات أخرى في التقارير لا نعلم عنها شيئاً، ونفس الحال بالنسبة لتقرير الشرطة الذي سيكشف عن الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة المرفوضة والمدانة منا جميعاً؛ لتنافيها والروح والأخلاق الرياضية التي ننشدها ونعمل عليها ويجب أن تسود كل ملاعبنا.

أحداث مباراة الأهلي والعين التي لم نشهد لها مثيلاً من قبل، تأتي في غير وقتها متعارضة مع التوجه العام نحو نبذ العنف ورفض كل أشكال ومظاهر التعصب، وأرى أن اللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي، قد أصاب كبد الحقيقة عندما وصفها بأنها دخيلة على مجتمع الإمارات، فجماهيرنا من الممكن أن تغضب وأن يصدر عنها أعمال غير لائقة، لكن أن يصل الأمر إلى حد الاعتداء على حكم، أحد رموز العدالة، فحدوث هذا غير مصدق من أحد أبناء بلده.

أثق في قدرة شرطة دبي على الوصول لمرتكب هذه الفعلة وكشف الحقيقة خلال ساعات قليلة، لهذا أنصح فاعلها بسرعة تسليم نفسه لرجال الشرطة قبل أن يصلوا إليه، فربما يخفف ذلك من العقوبة التي تنتظره، وأكرر وأناديه «سلم نفسك»، كلما مر الوقت كبرت مشكلتك وازدادت تعقيداً، التهمة لا تحتمل أي شك بتوفر نية العمد في إيزاء مساعد الحكم، وأعلم أن وسائل كشفك كثيرة، فالحق نفسك قبل فوات الأوان.

وأقول للجماهير عامة، خذوا العظة من هذه الواقعة المؤسفة، إن لم نتعلم من الأخطاء فلا ندري، إلى أي هوة يمكن أن يقودنا هذا التعصب الأعمى؟، لقد أعلن الإسباني كيكي فلوريس، مدرب الأهلي في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، أنه لم يرَ أي ركلة جزاء تغاضى الحكم عن احتسابها، فلماذا غضب هذا المشجع من الحكم؟.

أتمنى أن تقوم إدارات الأندية بدور مهم في توعية جماهيرها بالأسلوب الأمثل لتشجيعها، لقد طالبنا ومازلنا نطالب بضرورة حرص الجماهير على حضور المباريات وتشجيع فرقها، لكننا نطالبها في ذات الوقت باحترام المنافس مثل احترامها لنجومها، جميعنا ننشد في النهاية الاستمتاع، ولكن مع هذه التصرفات نحن نفقد إنسانيتنا.

Email