عيد للمتميزين فقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء الماضي كان من الأيام المميزة في مسيرة الرياضة بما اشتمل عليه من تكريم وتقدير لكل رياضي حقق إنجازاً لرياضة الإمارات، وبمعنى أدق لكل رياضي حصل على ميدالية خلال الموسم الماضي أيًّا كان مستوى البطولة التي حقق فيها إنجازه، لهذا جرت العادة على تسميته بعيد الرياضيين، لقد أشدت في وقت سابق بمستوى التنظيم وطريقة صعود المكرمين إلى المنصة للسلام على راعي الحفل وأخذ الصور التذكارية معه دون إطالة في زمن الحفل، لكن مع ذلك شعرت أن هناك من ظلموا في الحفل، فرغم إنجازاتهم الكبيرة والتاريخية إلا أنهم اختفوا وسط الزحام وتاهوا بين الأعداد الغفيرة الموجودة على منصة التتويج، خاصة والزمن المتاح لكل اتحاد لم يسمح بإلقاء الضوء على كل ما حققه نجومه.

لا جدال في ضرورة تقدير كل رياضي حقق إنجازا للدولة، خاصة وهناك لوائح في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تحدد المكافآت المالية المستحقة عن كل إنجاز وفقا لتصنيفه، لكن لابد وأن يكون هناك تمييز بين الإنجاز والآخر، فهل يتساوى مثلا من حصل على ميدالية أولمبية مع من حقق برونزية خليجية؟، بالطبع لا، لكن المشهد الذي كان عليه الحال في المسرح الوطني يوم الثلاثاء أظهر العكس، الجميع تساووا على المسرح بل إننا لم نستطع التمييز بينهم، وإعطاء أصحاب الانجازات الكبيرة والمتميزة على الأقل حقهم من التشجيع والإحساس بقيمة ما حققوه للوطن من إنجاز سيظل موضع تقدير واستحسان من الجميع.

هذا هو التقدير الذي أعرفه وهذه هي اللحظة التي تظل محفورة في ذاكرة الرياضي، وتصبح دافعه ودافع كل رياضي آخر إلى الاجتهاد للوقوف على هذه المنصة في العام القادم.

من حق صاحب الإنجاز الكبير أن يشعر بأنه مختلف، وأنه وحده موضع اهتمام كل من حوله ولو لمجرد لحظات أو حتى دقائق معدودة في يوم التكريم. إن لم يرتجف وتسري قشعريرة فرحة الانتصار في جسده في هذه اللحظات فلن يكون للتكريم أثره على أدائه في المستقبل.

الرياضي يجتهد ويطور نفسه سعيا نحو النصر لسببين، أرضاء وإسعاد نفسه بقدرته على التميز، والثاني رؤية قدر وقيمة وأثر إنجازه على الآخرين، فإذا تحقق أحدهما وفقد الآخر بعض تأثيره من المؤكد أن ذلك سيكون له رد الفعل المنقوص عليه، وهذا ما لا نريده، لهذا أرى ضرورة قيام الهيئة العامة واللجنة الأولمبية بإعادة النظر في شكل ومضمون العيد السنوي للرياضيين بحيث يقتصر على المتميزين وحدهم بصرف النظر عن عددهم.

عيد الرياضيين يجب أن يخصص لأصحاب الإنجازات الكبيرة وحدهم، ولا أعتقد أن هناك صعوبة في تحديدهم، لابد وأن نعطي كل بطل حقه على المنصة، أن يتم الإعداد للحفل مبكرا وبشكل مختلف ويصاحب أو يسبق كل مكرم لحظة صعوده ووجوده على المسرح عرض فيلم يصور إنجازه.

 هذه اللحظات وحدها كفيلة بأن تحفزه وكل رياضي آخر على نحت الصخر من أجل أن يحظى بتقدير مماثل في الحفل القادم، هكذا يكون للحفل تأثيره المنشود، وإذا كان المنظمون يرون أن هناك من يستحقون التكريم في هذا اليوم من أشخاص أو هيئات قدموا خدمات جليلة للرياضة والرياضيين فليفعلوا، هنا نصبح بحق على موعد مع عيد للمتميزين.

Email