الرياضة طريق السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستضيف دبي يومي 23 و24 أبريل الجاري، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط «ملتقى السلام والرياضة دبي 2013»، عندما تمعنت في الشعار الذي رفعه مجلس دبي الرياضي، منظم الملتقى بالتعاون مع منظمة السلام والرياضة الدولية، وجدت أنه يحمل رسالة بالغة الأثر، وخاصة في التوقيت الذي نعيشه حالياً والذي اختلطت فيه الكثير من الأمور فضاعت معها الكثير من الحقائق، وأهمها أننا شعوب محبة للسلام، ننبذ العنف وننشد الوئام، ولابد وأن يكون لنا دورنا الإيجابي في تغيير هذه الصورة القاتمة، وأن نعمل معاً من أجل أن يعم السلام ربوع أراضينا ليس هنا في دولة الإمارات فحسب وإنما في كل بقاع العالم.

الشعار الذي يرفعه الملتقى "معاً بالرياضة.. نبني السلام المستدام"، فهل نحن نعمل بصدق من أجل بناء السلام المستدام؟، هل نقوم بدورنا في استثمار كل متاح أمامنا من أجل أن نفشي السلام بيننا؟.

إنها رسالة مهمة في مجتمع مثل دولة الإمارات يفتح آفاقه وكل مجالات النمو والازدهار أمام كل شعوب الكرة الأرضية، ويضم تحت جناحيه مقيمين من كل بلاد العالم تقريباً، فلماذا لا نستثمر هذا التفرد في توجيه رسالة إلى كل بلاد الدنيا بأننا متحابون وأننا نستثمر الرياضة من أجل العيش في سلام معاً، فهل هناك ما هو أجمل من الرياضة في بناء الصداقات بين الأفراد والشعوب؟، وهل هناك ما هو أسرع تأثيراً من الرياضة في خلق روح التصالح بين العامة والخاصة، حتى أنه يضرب بالرياضة المثل في سمو الأخلاق.

ووفقاً للبرنامج والفعاليات المصاحبة للملتقى، والتي أعلن عنها في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مجلس دبي الرياضي مع نادي دبي للصحافة صباح أمس، فإننا مقبلون خلال الأيام القادمة على مجموعة من الأنشطة الهادفة إلى تفعيل هذا الشعار، وإرسال مجموعة من الرسائل إلى العالم الخارجي حول طريقتنا المثلى وخيارنا المفضل في كيفية استثمار الرياضة في تحقيق السلام، وهذه ليست مهمة مجلس دبي وحده ولا مهمة نادي دبي للصحافة، وإنما هي مهمتنا جميعا كأبناء ومقيمين على هذه الأرض الطيبة، وعلينا كل بطريقته المساهمة بأفضل طريقة يراها في إيصال هذه الرسالة الإنسانية المضيئة، لعلنا بهذه الرسائل نلفت نظر أشقائنا وأصدقائنا في بلاد اخرى كثيرة عربية وغير عربية إلى ما يمكنهم فعله من أجل الاستمتاع بالسلام المستدام في أوطانهم.

بمقدور كل قارئ متابعة كل ما قيل عن هذا الملتقى وطبيعة الفعاليات المتاحة أمام الجميع للمشاركة والمساهمة فيها، وتحديد الدور الذي يمكن ان يلعبه ليكون فاعلا في توجيه هذه الرسالة السامية، لكن علينا إدراك حقيقة أخرى ربما تكون أكثر أهمية، وهي أننا لن نقوم بذلك لمجرد توجيه رسالة وقتية إلى العالم، وإنما لابد وأن نكون مؤمنين بالفكرة وأن نواصل هذا الطريق إلى ما لا نهاية لإيماننا الصادق بأن الرياضة هي بالفعل من أفضل وأسرع الوسائل لتقارب الشعوب وإفشاء السلام، خاصة وقد اوضح المسؤولون في مجلس دبي أنهم بصدد وضع استراتيجية جديدة أفكارها العامة تم تحديدها بالفعل، وذلك لتفعيل هذه البرامج وتوفيرها بشكل منتظم أمام جميع القاطنين بأرض الإمارات، ونحن نثق في قدرة وكفاءة مجلس دبي على أداء هذه المهمة الجليلة استمراراً لمسيرة النجاح الكبيرة التي يعيشها منذ تأسيسه.

Email