قراءة في عيد الرياضيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصريحات المسؤولين عن مختلف الهيئات الرياضية، وردود الأفعال التي رصدناها خلال عيد الرياضيين السنوي مساء أول من أمس، والاحتفال بتوزيع مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة على المتميزين والمتفوقين رياضياً، أظهرت حجم مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا التقليد الذي أصبح من أهم عوامل التحفيز على الاجتهاد والإبداع، خاصة وكل شخص يعتبر هذا التكريم شرفاً كبيراً ومصدر فخر له، فكيف لا يجتهد سنوياً من أجل تحقيق الإنجار الذي يضمن وقوفه على منصة المجد وتسجيل اسمه بأحرف من نور في ذاكرة التاريخ.

لحظات اقشعرت فيها الأبدان عندما اصطف على مسرح التكريم نجومنا الأبطال، أصحاب الانجازات الرائعة في شتى بطولات المعاقين وعلى كل مستوياتها، فقد أبى الحضور إلا ان يقفوا ولا يسمع إلا تصفيقهم الحاد، تحية إجلال لهؤلاء الأبطال الذين تحدوا كل أشكال الإعاقة، وأثبتوا قدرتهم على أن يكونوا من الفاعلين في المجتمع، القادرين على تعزيز سمعة ومكانة دولتهم، حتى وصلوا في تحقيق الانتصارات ما فاق بكثير كل ما حققه الأسوياء، وآخرها في أولمبياد لندن 2012 للمعاقين.

 هذا التعبير التلقائي الذي حدث دون ترتيب أو اتفاق، إنما هو تعبير صادق عن حقيقة ما شعر به كل من في القاعة في هذه اللحظة من تقدير عظيم لهؤلاء الأبطال، الذين نجحوا في رسم البسمة على وجوهنا ممزوجة بالدموع المعبرة عن فرحتنا بتفوقهم ونجاحهم في إثبات وفرض وجودهم.

فقرات الحفل أظهرت مدى استفادة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة من التجارب الست الماضية، فعلى الرغم من العدد الكبير للمكرمين والذي وصل إلى 485 مكرماً إلا أن تكريمهم لم يستغرق أكثر من 35 دقيقة وكان لهم جميعاً شرف مصافحة راعي الحفل، كما كان التنظيم سلساً باستثناء بعض التزاحم الذي حدث في المقدمة مع وصول راعي الحفل نتيجة لكثرة عدد الضيوف من القيادات الرياضية الذين حضروا متأخرين ولم يجدوا أماكن للجلوس في الصفوف الأولى، ولا نلوم الهيئة على ذلك، وإنما الضيوف فلو حضروا مبكرين لوجدوا الأماكن التي تليق بقدرهم ومكانتهم!.

في كلمته الافتتاحية، حرص معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، على توجيه الشكر إلى مختلف وسائل الإعلام على جهودها في دعم الرياضة والفرق الرياضية ودورها المؤثر في ما تحقق من إنجازات، هذه الإشارة أثلجت صدورنا لما تحمله من تأكيد على أن القيادات يرون ويتابعون كل جهد يبذل من أجل خدمة البلاد في كافة المجالات، وهذا ما سبق أن وصلنا من معنى من خلال إشادة قادتنا بدور الإعلام الكبير والمؤثر في فوز أبيض الإمارات بخليجي 21 في البحرين.

ما أتمناه أن تبقى هذه المعاني حاضرة دوماً، بمعنى ألا يتم حذفها أو نسيانها عندما يحدث أي صدام بين أي من وسائل الإعلام وأي من الهيئات الرياضية.

بداية نحن بشر وغير معصومين من الخطأ، لكن طالما هناك قناعة في بلوغنا سن الرشد وقدرتنا على التعامل مع مختلف القضايا والأحداث بما يحقق أهدافنا وصالحنا، فلا يجوز عند وقوع الخطأ وهو وارد من كل الأطراف، أن ننسى القاعدة العامة المتمثلة في بلوغ الرشد، ونكيل ونعمم الاتهامات لوسائل الإعلام بأنها كذا.. وكذا.. وكذا، علينا إعطاء كل شيء حقه حتى لا يزيد وينقلب ضده.

Email