ثقافة الإبداع والتفوق

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالأمس كان الرياضيون النجوم على موعد مع عيدهم السنوي المخصص للاحتفال بالأبطال المتميزين، وتسليمهم التكريم الخاص من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ولأول مرة في مسيرة رياضة الإمارات كان على رأس المكرمين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

فعلى الرغم من إنجازات سموه العديدة على مستوى الرياضة تعودنا على أن يكون هو من يكرم الأبطال، ولكن أبناء الإمارات أبوا هذه المرة إلا أن يكون على رأس المقدرين بعد فوزه ببطولة العالم للقدرة في انجلترا الصيف الماضي، وهذا التكريم ما هو إلا تعبير بسيط عن مشاعر حب كبيرة يكنها كل رياضي ورياضية ومسؤول في صدورهم لفارس العرب قدوة الرياضيين وملهمهم للتفوق والوصول للرقم واحد.

ومن محاسن الصدف أن يوم أمس كان هو المحدد أيضا لفتح باب الترشح لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في دورتها الخامسة، والذي سيستمر لمدة خمسة أشهر سوف يغلق بعدها لتبدأ مهمة الاطلاع والفرز واختيار من يستحقون نيل هذه الجائزة الكبيرة والغالية في الاحتفال السنوي الذي يقام يوم 6 يناير من كل عام، ومثل هذه الجوائز ليس الهدف منها تقدير وتكريم من أبدعوا فحسب، وإنما هدفها الأكبر هو التحفيز على الإبداع وإبراز المواهب من خلال تفجير طاقات الشباب ودفعهم إلى الاجتهاد واكتشاف أفضل ما لديهم، وأن تترسخ في مخيلة كل شاب وفتاة ثقافة الإبداع والتفوق، وبذلك يصبح لدينا مجتمع سليم بدنيا وذهنيا قادر على التطور ومواكبة كل ما يحيطه من دول متقدمة في العالم.

وأرى أن هناك تكاملاً بين العيدين، الأول يهتم بالرياضيين المتميزين والمتفوقين من أبناء وبنات الدولة، ويمنحهم الحافز لمواصلة التطور والحرص على أن يكونوا من بين الصفوة اصحاب النجومية في هذا العيد السنوي، والثاني وسع دائرته بحيث تشمل المتفوقين والمتفوقات على المستوى المحلي، وإلى جانبهم اهتم بتقديم الحافز لكل شاب وفتاة عربية للإبداع والارتقاء بمستواهم، واعتبارا من الدورة الرابعة وسعت الدائرة لتشمل المبدعين عالميا وهكذا سيصل أثر الجائزة مستقبلا إلى كل بقاع الكرة الأرضية، مما يدعم ويرسخ من مكانة وسمعة الجائزة على مستوى العالم.

والحقيقة أن الأرقام التي لدينا سواء بالنسبة لمن تم تكريمهم في عيد الرياضيين الإماراتيين، أو من حرصوا على المشاركة والمنافسة على جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، يضعنا أمام حالة من الشعور بالزهو والفخر.

تخيلوا أن 485 فتاة وشاباً تفوقوا رياضيا العام الماضي، وعززوا رصيد الإمارات من الإنجازات الرياضية، لهذا كان من الطبيعي أن ترتفع القيمة الإجمالية للجوائز المالية المقدمة لهم من 6 ملايين درهم في أول عيد إلى أكثر من 17 مليونا في العيد السابع بالأمس.

كذلك أن يرتفع عدد المرشحين للفوز بجوائز محمد بن راشد للإبداع في الدورة الرابعة إلى 573 بطلاً، فهذا أثر بالغ وهو رقم مرشح للتحطيم وبفارق كبير في الدورة الخامسة بعد توسيع دائرة المشاركين عالميا.

هذا هو الجانب الإيجابي المهم في الجائزتين. فكلما زاد العدد كان تعبيرا عن التفاعل ووصول الأثر إلى قاعدة أكبر من الرياضيين اهتموا بالتميز والإبداع، وإن شاء الله بالتدريج سوف تلعب الجائزتان الدور الفاعل في تأصيل مفهوم ثقافة الإبداع محلياً وعربياً ودولياً.

Email