من جارح لجريح

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقترب دوري اتصالات للمحترفين من نهايته، هذا الكلام قد لا يعجب البعض، على اعتبار أنه لا تزال هناك سبع جولات متبقية من الدوري، لكن هذه الجولات ستكون لها سمات خاصة ومختلفة تماماً عن كل ما مضى، وذلك في ضوء الحقائق التي باتت راسخة طبقاً لما أسفرت عنه نتائج الأسبوع العشرين يومي الجمعة والسبت، على فرض أن الجولة 14 المؤجلة ستقام مع نهاية الأسبوع الجاري، وهي جولة مؤثرة جداً على مواقع معظم الفرق سواء في القمة أو القاع.

وربما قد تضطرنا الظروف إلى العودة إليها والاستعانة بما ستسفر عنه من نتائج وتغيير في حديثنا عن الفرق في الأسابيع المتبقية من الدوري، وهذا كفيل بإلقاء الضوء على الأهمية التي ستكون عليها.

فالعين نجح في قلب الموازين في مباراته مع الشباب، واستفاد من النقص العددي لخصمه في تعويض حالة النقص التي يعاني منها بسبب غياب مجموعة من لاعبيه المؤثرين جداً، وبالتبعية تعديل النتيجة لصالحه والفوز بثلاث نقاط غالية بالمقارنة مع هذه الظروف، وللتدليل على ذلك تصوروا المشهد لو كانت المباراة انتهت لصالح الشباب وتوقف رصيد العين عن 46 نقطة قبل اللقاء المؤجل الذي سيجمعه يوم السبت المقبل مع الأهلي صاحب الأرض برصيد 39 نقاط، وما يمكن أن يصبح عليه الزعيم من ضغوط مع اقتراب الفارق في النقاط وذكريات مباراة الدور الأول.

خاصة والأهلي يسير بخطى ثابتة أخيراً، وقادر حتى الآن على تحقيق خطته التي يأمل أن تصل به إلى القمة وينال لقب الاحتراف للمرة الثانية، ولكن إذا نظرنا للصورة من الجهة الأخرى، فإن نجاح العين في الخروج بنتيجة إيجابية من لقاء السبت سيعني أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من الاحتفاظ باللقب ويصبح أول فريق يناله مرتين متتاليتين.

بني ياس وضع نفسه داخل حسبة معقدة بعد الخسارة وسوء التوفيق أمام النصر، تأخر للمركز الثالث، وسيكون على موعد مع فريق تحول من جارح إلى جريح، وهو الشباب، الذي جعلنا نضرب كفاً بكف نتيجة لهذا التغيير الكامل في عروضه، وتحوله من رافض للخسارة إلى غير قادر على الفوز، لكن من المؤكد أنه يملك الجينات التي يمكن أن تحوله فجأة إلى ديناصور من جديد، وهنا يكمن الخطر على بني ياس، وإن كان الجزيرة صاحب المركز الرابع لا يشكل خطراً كبيراً عليه، بعد أن فقد الكثير من عناصر قوته نتيجة لتغير جهازه الفني، والذي أرى أنه لم يكن في توقيته المناسب، إلا إذا كانت هناك رغبة من إدارة الكرة بالنادي البدء من الآن في بناء فريق جديد للمرحلة المقبلة.

فرق الوسط لا خوف عليها، ويمكن أن نضيف ولا خوف منها، فهي غير منافسة على القمة وغير مهددة من القاع، وبالتالي فقدت الحافز للإجادة، المشكلة الحقيقية للفرق الثلاثة صاحبة المراكز الأخيرة، الشعب ودبا الفجيرة واتحاد كلباء، هي أن واحداً منها سيبقى مع المحترفين واثنان سيهبطان، ولكن من؟ بداية الانفصال قد تكون يوم الجمعة عندما يلتقي الشعب مع اتحاد كلباء، وتمثل المباراة طوق النجاة لفريق الاتحاد، كونه الوحيد الذي سيلتقي الفريقين في الأسابيع المتبقية، حيث سيقابل دبا أيضاً في الأسبوع 25، وهكذا أصبحت الجولة 14 المؤجلة مهمة جداً في رسم ملامح المنافسة.

Email