كسبنا العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمنينا أن تكون النسخة الثامنة عشرة من كأس دبي العالمية للخيول، مميزة وتاريخية، لتبقى مسجلة في ذاكرة الجميع، وأن تسجل فوز أحد خيول الإمارات بالكأس للمرة الثانية على التوالي، وذلك عن طريق «مونتروسو» الذي فاز بالكأس في بطولة العام الماضي عن جدارة، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأعلن عن انسحاب «مونتروسو» قبل إقامة السباق بدقائق، صحيح أن وقع الخبر علينا كان قاسياً، لكننا احتفظنا بتفاؤلنا بقدرة باقي خيولنا على المنافسة والفوز، ولكن المنافسة كانت قوية جداً بل وشرسة، بين مجموعة من الخيول تعتبر الأقوى حاليا، وقد حسمها الأميركي «أنيمال كينغدوم» لصالحه، ونال الكأس والجائزة الكبرى، مؤكداً ما ذهب إليه كل المراقبين بأن المنافسة ستظل بين خيول الإمارات وأميركا.

إذا كنا خسرنا الكأس فقد كسبنا احترام العالم الذي استمتع بمتابعة هذا الحدث الفريد بانبهار، وما إن انتهى إلا وخرجت الإشادة به من وسائل الإعلام العالمية، فما تقدمه دبي من مستوى تنظيمي للأحداث الرياضية عامة والعالمية خاصة، يصعب إيجاد مثيل له في أي مكان آخر، فكل من تابع الحدث بالأمس أصابه من أصابنا من انبهار بمستوى التنظيم وفقراته التي يتم اختيارها بعناية وتركيز، والحضور سواء من كبار الرؤساء والقادة وكبار الشخصيات أو من الجماهير الغفيرة التي احتشدت في الميدان من مختلف إمارات الدولة ومن مختلف الجنسيات للاستمتاع بعيد الخيول السنوي، الذي لم يكن ينقصه إلا شيء واحد، هو اكتمال فرحتنا بنيل الكأس.

شكراً لجميع المشاركين في السباقات التسعة على كل ما بذلوه من جهود بهدف التميز في هذا اليوم المميز، شكراً لأعضاء اللجنة المنظمة وكل من ساندها ودعم جهودها من أجل هذا الحدث السنوي بهذا المستوى الراقي الذي أشعرنا بالفخر والاعتزاز، لقدرتنا على تقديم ما لا يستطيع غيرنا، شكراً للجماهير الكبيرة التي تفاعلت مع الحدث وجاءت من كل حدب وصوب للمساهمة في تحقيق النجاح، شكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على توجيهاته التي أثمرت لنا هذا التميز الذي أدخل البهجة والفرحة على كل عربي وأشعره بالفخر.

نعم نحن خسرنا المنافسة وضاع حلمنا في تحقيق الإنجاز التاريخي، لكننا إلى جانب ما كسبناه من نجاح تنظيمي واحترام عالمي، كسبنا روحنا الرياضية العالية التي دفعتنا جميعاً إلى تهنئة الفائز بالكأس، ونحن بدورنا نقول له ولكل فائز في سباقات هذا العيد السنوي ألف مبروك الفوز، ومع دعواتنا لكم بالتوفيق الدائم، نذكركم وبشكل خاص الأميركان بالمقولة الشهيرة، «سنة ليك وسنة عليك»، طالما أن هناك إجماع على أن المنافسة على الكأس ستظل قائمة ومتأججة بين خيولنا وخيولكم، فتأكدوا أننا سنكون في انتظار تجدد اللقاء في مارس من العام المقبل، وإن شاء الله ستكون لدينا، كما كنا دائماً، الخيول القوية القادرة على المنافسة والفوز وإدخال السعادة والفرحة إلى نفوسنا، وعزاؤنا أن البطل كما يشير اسمه، ليس حصاناً فحسب وإنما «مملكة حيوان».

Email