هكذا يكون الاحتراف

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعيش حالياً الموسم الخامس لدوري الاحتراف الذي دشن رسمياً في عام 2008، أي بعد عشر سنوات من قرار عودة اللاعبين الأجانب المحترفين إلى دوري الإمارات بعد ابتعادهم عنه لما يقرب من 15 سنة، والشيء المؤكد الذي نلمسه جميعاً أن هناك تطوراً كبيراً في تعاملنا مع كل جوانب هذا النظام، نتيجة للجهود المبذولة من كافة الأطراف والخبرات المكتسبة من خلال التطبيق، والمحاولات الجادة والصادقة لعلاج المشاكل وإصلاح الأخطاء، والمؤكد أيضاً أنه ما كان لنا قبول وإحداث هذا التطور من دون الإحساس اليقيني بوجود أخطاء مؤثرة ورغبتنا الصادقة في التغيير.

لكن إذا نظرنا إلى ساحة التطبيق سنجد اختلافاً كبيراً في مستوى التطور من نادٍ لآخر ومن مكان لآخر، طبقاً لطبيعة الأشخاص المعنيين والمهمومين بالاحتراف، وطبقاً للمستوى الثقافي والفكري للمسؤولين عن التطبيق والتعامل مع هذا النظام، وفي سبيل ذلك لمسنا خطوات جادة ومؤثرة في هذا الإطار، مثل المؤتمر الدولي الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي سنوياً، في مشاركة جادة منه لإيجاد حلول للمشاكل والتحديات التي تواجه المعنيين بالتطبيق، وورش العمل التي تنظمها أكثر من جهة لمعاونة الأندية على تجاوز ما يواجهها من عراقيل.

وفي نفس الإطار اجتهد الدكتور موسى عباس، الباحث في الشأن الرياضي، منذ سنوات في تقديم حلول تسهم في الارتقاء بأسلوب تعاملنا مع الاحتراف، وتمثل اجتهاده في إصدار ثلاثة كتب، كل منها مثل مرحلة مهمة في مشوار البحث، فاعتمد في كتابه الأول على تقديم صورة عامة لهذا النظام ومشاكله وإيضاح الفارق بين الهاوي والمحترف، وفي كتابه الثاني بدأ رحلة التعمق بنزوله إلى القاعدة من اللاعبين الصغار، بعد أن لمس ضرورة بدء تعلم الاحتراف من تحت، وكان هذا العمل بمثابة دراسة بحثية مهمة، وجاء في تجربته الثالثة ليقدم لنا فكراً أكثر عمقاً يقدم لنا الصورة المثلى التي يجب أن يكون عليها الاحتراف.

هذا هو المنهج الذي يجب علينا جميعاً اتباعه من أجل الارتقاء بأنفسنا في مجال التعامل مع الاحتراف، نعم «هكذا يكون الاحتراف»، هو الاسم الذي أطلقه الدكتور موسى على كتابه، وهو التوصيف الذي يمكن خلعه على هذه الحالة من التفاعل مع الواقع والاهتمام بتغييره.

 التجربة الثالثة جاءت أكثر عمقاً بتناولها ما يجب أن يكون عليه العمل في مختلف الهيئات المعنية بالاحتراف، ما يعني أنها تقدم حلولاً عملية وواقعية لتطوير مستوى الأداء، وتفرض على المعنيين ضرورة الاطلاع عليها والاستفادة منها. أقول للدكتور موسى عباس: مبروك إصدارك الثالث، ونحن في انتظار الرابع الذي أثق بأنه سيكون أكثر عمقاً وفائدة لساحة الاحتراف.

Email