اضرب رأسك في الحائط

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى 33 سنة تابعت خلالها العديد من البطولات في مختلف الألعاب، لم يحدث أن صادفت مثل هذا التعنت والأحادية التي وجدتها في بطولة أندية دول مجلس التعاون الخليجي للكرة الطائرة في النسخة 32، والتي اضطر المنظمون إلى إلغائها حفاظاً على حقوقهم وعلى أعصابهم، بعد أن اصطدموا بأعضاء في اللجنة الفنية أصحاب رؤية خاصة سعوا إلى فرضها بالقوة حتى ولو خالفت اللوائح والنظم المعمول بها سواء في البطولة أو في الاتحاد الدولي.

ما حدث في بطولة العين سابقة ليس لها مثيل، لا على مستوى الطائرة ولا أي لعبة أخرى، وعقلي غير قادر على تصور المشهد، عندما يصمم أعضاء اللجنة الفنية على عدم تطبيق اللائحة المعتمدة للبطولة ويلجأون إلى تغييرها ووضع رؤيتهم الخاصة، بهدف منع فريقي العين والشباب من الاستفادة من اللائحة والاستعانة بلاعبين من خارجهما، لكني أشك في وجود أهداف أخرى، وبالتالي المصلحة الخاصة تبدو طرفاً، على خلاف فلسفة الوضع المسبق للوائح، الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة لكافة الأطراف، دليلي على ذلك هو موافقة اللجنة خلال المفاوضات على السماح بتسجيل اللاعبين، مع حقها في إلغاء نتيجة أي مباراة إذا احتج عليها أي فريق، فهل هذا منطق مقبول قانونيا؟

أتفهم قرار إلغاء البطولة، بعد أن وصل المنظمون في نادي العين واتحاد الكرة الطائرة إلى طريق مسدود ووجدوا أنفسهم أمام جدار عالٍ يصعب تجاوزه، فلم يكن أمامهم إلا ضرب رؤوسهم في الحائط أو إلغاء البطولة، طالما تشددت اللجنة الفنية في موقفها ولم تسعَ اللجنة التنظيمية، وهي مشكلة من ممثلين عن كافة اتحادات اللعبة بدول مجلس التعاون، إلى التدخل وحسم الأمر بما لديها من سلطات تفوق سلطة اللجنة الفنية، خاصة وأنها لم تستند إلى أي قانون في قرارها، بدليل رفضها تلبية طلب المنظمين المحليين تقديم الدليل القانوني على سلامة قرارها.

الغريب في الأمر أنه كان مسموحاً للأندية في كل البطولات السابقة، ليس في الكرة الطائرة وحدها وإنما في أكثر من لعبة على مستوى الخليج، الاستعانة بلاعبين من أندية أخرى، وأذكر أن فرق بعض الأندية الخليجية كانت في فترة ماضية تشارك بالمنتخب ولا يجرؤ أحد على الاعتراض الرسمي لسلامة موقفها، فماذا حدث الآن حتى تعترض اللجنة الفنية على هذا الإجراء المحدود الذي تحميه اللوائح؟

أعلم أن هناك حالة غضب في اتحاد اللعبة، من واقع مسؤوليته عن الدفاع عن مصالح الأندية الأعضاء، والذي سيجتمع اليوم لمناقشة الأمر ورفع توصياته بشأنها إلى أصحاب القرار في اللجنة الأولمبية الوطنية والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لاتخاذ المناسب من وجهة نظرهما الرياضية والسياسية، وهناك حالة غضب أيضا من نادي العين مستضيف البطولة، الذي أنفق الكثير في سبيل التجهيز لها تنظيمياً وفي إعداد فريقه، ولكن أعلم أيضا أن الوصول إلى قرار مقاطعة البطولات وعدم المشاركة فيها أمر ليس سهلاً، وفي النهاية نحتاج إلى الحكمة والتروي والنظر للمستقبل، ولكن لابد من محاسبة المخطئ حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات الفردية غير المسؤولة، ولابد وان تطرح الواقعة في ورقة عمل على اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية ووزراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم القادم حتى لا تتكرر مرة أخرى.

Email